يعقوب، ونور يوسف، وصلاح صالح، وهدى هود، وجمعية شعيب، ولطف هود، وعبرة عزير، وعظمة سليمان، وهم يحيى، وعدل داود، ودعاء يونس، وإياب أيوب، وذهاب زكريا، وإمامة هارون، وإيناس إلياس، وزهد عيسى، وعلو موسى، وإحسان لقمان، وقيادة الخضر، وسعي عيسى، وكفالة ذي الكفل هذه الألوان المتنوعة التي اجتمعت في شخصيته التي أشرقت كالشمس، فظهر لون شخصيته، ذلك اللون الذي احتوى بداخله جميع الألوان ليشكل منها اللون الخاص، لون رحمة للعالمين.
6 - المراد بالكوثر السيد الكثير الخير، وقد ذكر هذا المعنى صاحب الصحاح. ولاشك أن النبي (ص) سيد ولد آدم، وقد خاطبه الله تعالى بقوله (يس) ولاشك أنه (ص) سيد كثير الخير، وهو قنديل الهداية الذي بدد ظلام الكفر والشرك، وهو السراج المنير الذي أضاء العيون بالحقيقة؛ وهو الذي نور القلب والروح، وهو العبد الكامل الذي أجلس الإنسانية على عرش السيادة.
والحاصل أن عطية الكوثر من خصائص النبي (ص)، وأدعو الله أن يتمتع عطي الأمة بلطف النبي (ص) يوم القيامة وأن يشربوا من حوض الكوثر فيفرحوا بما آتاهم الله، اللهم اجعلنا منهم.
الخاصية الثانية عشرة
{إنا فتحنا لك فتحا مبينا (*) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وينتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما (*) وينصرك الله نصرا عزيزا} (1)
تخبر الآية عن وقع الفتح المبين، ثم ما ترتب عليه من النتائج من غفران الذنب المتقدم والمتأخر وإتمام النعمة، وهداية الصراط المستقيم، والنصر العزيز.
وقد فصل العلماء الكلام في الذنب المتقدم والمتأخر، وبينوا معنى غفرانه.
(1) سورة الفتح: 1 - 3.