تتفتح أبواب المعارف والحقائق، وتتنزل الأنوار والبركات والمشاهدات والتدليات، وتعلو علامة النصر والفتح.
وتلمس وفرة العلوم وكثرة المؤمنين، وقد كان ذلك، فقد استمر كل هذا مع الترتيب والتنزيل. وقد كان هذا التنبؤ في الكتاب المقدس قبلا: حكم على حكم، قليل هنا وقليل هناك، ازدادت كمية العطاء والنوال برضا من النبي (ص) وموافقته، وتقدير العطاء لم يكن بقدر إزالة القلق والاضطراب، بل كان قدره قدر سعة الطلب والشوق ورضا القلب والروح.
هذه هي غاية الفضل والكرم، الوصول إلى الكمال، وهذه هي خاصية النبي (ص)، فالعطاء يزداد حسب رضا النبي (ص) وإتماما لهذه الخاصية أكرم الله تعالى أصحاب النبي (ص) بخلعة الرضوان، فقال تعالى:
ألف - {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} [1].
ب - {رضي الله عنهم ورضوا عنه} [2].
ج - {الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون (*) يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم} [3]. د - {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} [4]. ش - {ورضيت لكم الإسلام دينا} [5].
ونحن على يقين وإيمان بأن هذا الأمر من شأن النبي (ص) وحده إذ أكرم الله الذين آمنوا به برضاه ولطفه.
وهكذا تحقق الوعد الذي تضمنته الآية الذي صدرنا بها هذا العنوان:
{ولسوف يعطيك ربك فترضى} [6]. [1] سوره الفتح:18. [2] سورة البينة: 8. [3] سورة التوبة: 20، 21. [4] سورة التوبة: 72. [5] سورة المائدة: 3. [6] سورة الضحى: 5.