ونحن أيضا نؤمن بأن مصداق تلك الأخبار التي يذكرها متى هي ذات المسيح عليه السلام، ثم نتناول تلك التنبؤات التي بقيت إلى عصر متى كتنبؤات (أي أخبار مستقبلية) والتي لا تصدق إلا على النبي (ص).
ويسمع اليهود والنصارى والمسلمون أن الكتاب المقدس الحالي مذكور فيه بوضوح اسم النبي (ص) المبارك ومولده ومهجره، والقبائل التي آمنت به، والأمم التي قاتلته بوضوح تام وهذا في الواقع تفسير قوله تعالى: (ورفعنا لك ذكرك) وبهذا كله يتضح كيف رفع الله تعالى ذكر النبي (ص) قبل قرون بإعلان واضح قوي. ولاشك أن أحدا مهما كان صالحا وعظيما، لم يشارك النبي (ص) في هذه الفضيلة العليا: {فلله الحجة البالغة} [1].
الخصائص السابعة والثامنة والتاسعة
{ما ودعك ربك وما قلى (*) وللآخرة خير لك من الأولى (*) ولسوف يعطيك ربك فترضى} [2].
هذه الآيات الثلاث من سورة الضحى، وقد اتفق المفسرون على أن كلام الله تعالى نزل على النبي (ص) في ابتداء البعثة، وتأخر الوحي، ثم توقف فازداد طلب النبي (ص) وتطلعه والظاهر أن الطلب والشوق لا يمكن أن ينفصلا عن القلق والتردد، فكيف لا يتطلع النبي (ص) إلى الوحي الرباني الذي فتح على القلب والروح باب العلوم والحقائق؟ وكلما طال زمن الهجر نشأت في الشوق إلى الصادق تفسيرات وتأويلات.
1 - فالبداية كانت من عند الله.
2 - أكرمني برسالته.
3 - فكيف يكون هذا الصمت الآن؟
4 - لا يصح أن ينسب الصمت إلى الحضرة الإلهية.
5 - ومن الأدب أن أنسب السبب إلى نفسي.
6 - هل أترك في هذه الحالة من القلق والاحتراق والعطش؟
7 - متى تنتهي هذه الحالة؟
هذه هى الظنون التي قد تعتري قلب المحب الصادق، وفي النهاية انتهى زمن [1] سورة الأنعام: 149. [2] سورة الضحى: 3 - 5.