responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 611
وكون التعليم الرباني فوق النسيان فهذه خاصية لا يمكن أن توجد في أي معلم أو متعلم في الدنيا.
وحين نتدبر القرآن الكريم ونطالع الأحاديث الشريفة بعمق وتمعن ندرك أنهما يتضمنان أحوال الماضي وأخبار المستقبل وأحكام الحاضر، وهنا يتأكد أن النبي الأمي تلقى تعليمه من الله عز وجل الذي عنده علم الماضي والحاضر والمستقبل وهذه الخاصية التي اختص بها النبي (ص) على درجة كبيرة من الأهمية إذ ولد في قوم كانوا يفخرون بأميتهم، ولد في بلد بعيد عن البلدان المتحضرة ثم بقى لأربعين سنة لا يعرف التعليم والتعلم، ولكن حين تولى رب العالمين تعليمه، قام (ص) فنشر جميع العلوم والمعارف والحقائق والمعاني - وكانت أول آية كريمة: {اقرأ باسم ربك الذي خلق (*) خلق الإنسان من علق} [1] فإذا دققنا النظر في هذه الآية عرفنا أن تعليمه بدأ بحقيقة خلق الإنسان، وهذه مسألة دقيقة احتار فيها حتى الفلاسفة المنتهون، ولهذا فإن الآية الكريمة مظهر لخاصية النبي (ص).

الخاصية الرابعة
{ألم نشرح لك صدرك} (2)
هناك رواية تتعلق بشرح الصدر وردت في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه وهذه الواقعة تتعلق بالنبي (ص) في صغره حينما كان في قبيلة حليمة السعدية رضي الله
عنها يقول أنس: إنه كان رأى أثر المخيط في صدر النبي (ص) المبارك [3].
وهناك رواية أخرى عن شرح الصدر في الصحيحين عن أنس بن مالك بن صعصعة جاء فيها أن واقعة شق الصدر كانت ليلة المعراج عند الحطيم [4].
وشرح الصدر الذي ذكره القرآن الكريم يؤيد الروايات المشار إليها، وكذلك يدل على معنى أوسع فتدبروا قوله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن

[1] سورة العلق: 2، 1.
(2) سورة الشرح: 1.
[3] صحيح مسلم.
[4] مسلم والبخاري.
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 611
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست