إن العلماء يقولون: إن هذا الحكم ثابت على الدوام فالحديث النبوي صوت للنبي - صلى الله عليه وسلم - ومع وجود الحديث النبوي إذا حاول أحد فرض رأيه، وتقديم أقواله، فإنه يرفع صوته فوق صوت النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقد أثنى الله - مع هذا النهي - على الذين يلتزمون بهذه الآداب فقال: {إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى} (سورة الحجرات: 3).
فمن علامات الحب أن نحب قول الرسول من أعماق القلب، ولا نتردد في العمل بما صدر عنه من قول أو فعل مما أوجب الله علينا طاعته ولا نتعذر في تركه بأعذار واهية. ومن علامات المحبة أن يكون ذكره جاريا على لساننا دائما. ففي الحديث قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من أحب شيئا أكثر ذكره " [1].
ومن علامات المحبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - محبة آله بقلب صاف. يحكى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لما فرض لابنه عبد الله ثلاثة آلاف ولأسامة بن زيد ثلاثة آلاف وخمسمائة، قال عبد الله لأبيه: لم فضلته فوالله ما سبقني إلى مشهد؟ فقال له: لأن زيدا كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أبيك، وأسامة أحب إليه منك، فآثرت حب رسول الله على حبي.
ومحبة الإمامين الشهيدين الحسن والحسين هي عين المحبة للرسول - صلى الله عليه وسلم - وكذا حفظ فضائلهما وبيانها واتباع طريقهما عين محبة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ومن علامات المحبة محبة الأنصار والمهاجرين الذين وردت أوصافهما الكثيرة في القرآن. ومن علاماتها اتباع جميع الصحابة واتباع سنة الخلفاء الراشدين.
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك. [1] الزرقاني ج 6.