responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 56
تريد ملكا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك جنا غلب عليك بذلنا لك من أموالنا حتى نبرئك منه أو نعذر فيك".
فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بي ما تقولون، ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالات ربي ونصحتكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به، فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله، حتى يحكم الله بيني وبينكم".
قالت قريش: يا محمد! إن كنت غير قابل منا شيئا مما عرضناه عليك فإنك تعلم أنه ليس من الناس أحد أضيق بلدا ولا أقل ماء ولا أشد عيشا منا، فسل لنا ربك أن يسير عنا هذه الجبال حتى يبسط لنا بلدنا [1]، وليفجر لنا فيها أنهارا كأنهار الشام والعراق، وليبعث لنا من مضى من آبائنا وأجدادنا على أن يكون فيمن يبعث لنا منهم قصي [2] بن كلاب، لأنه كان شيخنا وكان صادقا، فنسأله عما تقول، فإن صدقك وصنعت ما سألناك صدقناك وعرفنا به منزلتك من الله، وأنه بعثك رسولا كما تقول".
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بهذا بعثت إليكم، إنما جئتكم من الله بما بعثني به، وقد بلغتكم رسالات الله، فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله تعالى حتى يحكم الله بيني وبينكم"
قالت قريش: "فإن لم تفعل هذا لنا، فخذ لنفسك، وسل ربك:
1 - أن يبعث معك ملكا، كي يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك.
2 - وأن يجعل لك جنانا وقصورا وكنوزا من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغي فإنك تقوم في الأسواق وتلتمس الرزق، وذلك حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولا" [3].

[1] كان مشركو مكة يريدون تسيير الجبال فقط ليتسع فناء دارهم أما أهل الإيمان فلم تقف الجبال أمامهم وأصبح وجه الأرض كلها فناء لدارهم.
[2] هو اسم والد عبد مناف جد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي أخرج بني جرهم من مكة، وجمع قبائل قريش وأسكنهم مكة ثانية، ووزع الوفادة والدية والسقاية واللواء والسفارة والحجابة والأزلام.
[3] إن الثروة والإمارة الدنيوية والقصور والجنان التي اعتبرها أهل مكة إمارة للصدق، قد أتمها الله =
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست