عبد من عباد الله وإنما هي بيان وتفسير لإرادة الله عز وجل، وهذا ما اتفق على جوازه العلماء بل جعلوه واجبا.
ولهذا السبب عقدت العزم على التمسك فقط بالآيات القرآنية وأسأل الله تعالى أن ينجيني مما قد نهى عنه من التخيير كما ألتمس من العلماء الكرام أن يكملوا ما بدأه هذا العبد الفقير ليصلوا به إلى مدارج الكمال.
وهذا البحث في صورته الحالية في رأي كاتب هذه السطور لا يزال ناقصا ويحتاج إلى شرح بعض الموضوعات الدقيقة التي أردت إلحاقها بالنهاية من هذا الكتاب. ولم نذكر هنا من الأنبياء إلا من وردت أسماؤهم في القرآن الكريم، ويمكن لبعض القراء أن يتساءلوا بعد قراءة جزء من البحث، كيف يثبت من هذا فضل النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكنهم إذا رأوا أن كثيرا من الفضائل التي اختص بها بعض الأنبياء والرسل تتجلى في النبي الأكرم - صلى الله عليه وسلم - أيضا، علموا قول الشاعر: "أنت وحدك تمتلك جميع الفضائل التي يمتلكها جميع أهل الفضل".
آدم عليه السلام: فضائل آدم كثيرة وهي مما اتصفت به شخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
1 - قال تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها}. ذكر الله آدم في هذه الآية كتلميذ رباني، ولاشك أن تتصف النفس القدسية، التي تولى تعليمها الله بكمال العلم وقمة الفضل.
وقال تعالى في شأن النبي - صلى الله عليه وسلم -: {ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون} (سورة البقرة: 151)
ذكر الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - في هذه الآية كأستاذ للعالم أجمع.
وكلمة الكتاب في هذه الآية تشتمل على جميع الشرائع الإلهية كما أن كلمة الحكمة تتضمن سائر العلوم الفاضلة والمعارف النافعة. وقوله {ما لم تكونوا تعلمون} يدخل فيه جميع ما في عالم الملكوت من أسرار مكنونة وغوامض مكتومة مما لم يكن يعرفها العالم المادي إلى زمن البعثة النبوية - صلى الله عليه وسلم -.
2 - قال تعالى في آدم: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي} (سورة طه: 115)