فكان لإلياس بن مضر ثلاثة بنين:
ـ[الأول]ـ: قيس عيلان وهو الذي كانت بنو غطفان وبنو ثعلبة وبنو محارب وبنو أشجع وبنو ذبيان وبنو فزارة كلهم من أولاد ابنه سعد بن قيس عيلان.
ـ[الثاني]ـ: طابخة ومن أولاده بنو تميم.
ـ[الثالث]ـ: مدركة وهو الذي كانت بنو أسد وبنو هون وبنو القارة وبنو عضل وبنو كنانة (الذين دخلت فيهم الأحابيش وبنو خزيمة يعني بنو المصطلق وقريش) من أولاد ابنه خزيمة.
ويستطيع الباحث أن يعلم من هذه الشجرة أن جميع هذه القبائل كانت أولاد رجل واحد وهو إلياس بن مضر وهو الجد الأعلى لقريش. وأن جميع الحروب التي خاضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما كانت نتيجة غضب إخوته من أجداده.
أما اليهود فكانوا مع قريش حسب معاهدتهم معهم كما كانت تركيا مع ألمانيا في سنة 1914 الميلادية. ولما ظهر أن الغزوات والسرايا أي الحروب التي خاضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم تقع إلا ضد رجال نسل واحد أي بني إلياس بن مضر وهو النسل الذي ينتمي إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أيضا، حينئذ لا يمكن لأحد أن يقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قد أشعل نيران الحرب في العرب أو أنه خاض الحروب لإكراه الناس على اعتناق الإسلام، لأنه لو كان الأمر كذلك لوقعت حرب عدوانية أو دفاعية ضد أي قبيلة أخرى من مئات القبائل العربية، وهذا دليل واضح قاطع، وحقيقة ثابتة لا تحتاج معها إلى الأدلة التي أقامها علماؤنا الكرام ولا يزالون يقيمونها حتى اليوم لتبرير الغزوات النبوية وهي بذاتها تستحق القبول والتقدير، ولاشك أن فلسفة التاريخ الآن تتطلب منا أن نبين كيف كانت تشترك القبائل المذكورة قبلا في الحرب، وكيف ومتى صارت فريقا معارضا للمسلمين؟ بعد هذا الإيضاح يصبح دليلنا هو البرهان المبين.
سبق أن ذكرنا أن بداية الغزوات والسرايا كانت بعد الهجرة. فكانت وقعة بدر أول غزوة أو حرب وقعت بعد السنة الثانية من الهجرة. ويجب أن نتفحص هنا القبائل التى انضمت إلى جيش قريش المقاتل.
1 - كانت قريش تريد الإغارة على المدينة ولكن بنو كنانة حالت دونها، فقد كانت بينها وبين قريش عداوة شديدة كابرا عن كابر. فكانت قريش تواجه مشكلتين في سبيل الهجوم على المدينة