في شهر جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين من الهجرة وهي بنت مائة سنة تقريبا.
5 - وعبد الله بن أبي بكر أخوها لأب، جرح في غزوة حنين فمرض ومات. وهو الذي كتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - كتابه إلى أهل نجران في حقوقهم [1]. وله أخوات من بطن أسماء بنت عميس التي ولدت بعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه بأشهر.
6 - ومحمد بن أبي بكر أخوها لأب وهو الذي كان ربيبا لعلي رضي الله عنه. استعمله علي رضي الله عنه على مصر في خلافته.
7 - وكانت لها أمة اسمها بريرة. قال عبد الملك بن مروان: كنت أجالس بريرة بالمدينة قبل أن ألي هذا الأمر فكانت تقول لي: يا عبد الملك إني أرى فيك خصالا وإنك لخليق أن تلي هذا الأمر، فإن وليت هذا الأمر فاحذر الدماء، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الرجل ليدفع عن باب الجنة بعد أن ينظر إليها بملأ محجمة من دم يريقه من مسلم بغير حق" [2].
ـ[إيثار خدمة الإسلام ونسيان الألم الذاتي]ـ: كان معاوية بن خديج قد قتل محمد بن أبي بكر أخا عائشة رضي الله عنها، فكان بينها وبين معاوية بن خديج خلاف شديد، ولكن معاوية كان قد اشتهر بفتوحاته الإسلامية وخدماته الدينية في أفريقيا.
عن عبد الرحمن بن شماسة المهري، قال: دخلنا على عائشة فسألتنا: كيف كان أميركم هذا وصاحبكم في غزواتكم تعني معاوية بن خديج؟ فقالوا: ما نقمنا عليه شيئا وأثنوا عليه خيرا. قالوا: إن هلك بعير أخلف بعيرا وإن هلك فرس أخلف فرسا وإن أبق خادم أخلف خادما. فقالت حينئذ: استغفر الله، اللهم اغفر لي إن كنت لأبغضه من أجل أنه قتل أخي، وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
1 - "اللهم من رفق بأمتي فارفق به ومن شق عليهم فاشقق عليه" [3].
2 - وكانت عائشة تطوف بالبيت ومعها أم حكيم بنت خالد وأم حكيم بنت عبد الله فتذاكرتا حسان بن ثابت بالسب فقالت عائشة: ابن الفريعة تسبان؟ إني لأرجو أن يدخله الله الجنة بذبه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلسانه، أليس القائل: [1] كتاب الخراج لأبي يوسف المولود في 113 هـ المتوفي 5 من ربيع الأول 182 هـ. [2] الاستيعاب (4/ 1795). [3] الاستيعاب (3/ 1414)، ومسلم في الإمارة (2/ 1458 رقم 1828).