في التوراة [1] واشتهر عدنان من بين أبناء قيدار، كما اشتهر قصي من بين أبناء عدنان وقصي هو الجد الرابع للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
وأم النبي - صلى الله عليه وسلم - هي آمنة بنت وهب رئيس قبيلة بني زهرة ونسبه يتصل بفهر الملقب بقريش، وهكذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - من خير بطون العرب ومن أحسن قبائلهم وفروعهم من جهة أبيه وأمه.
ولد نبينا - صلى الله عليه وسلم - في فصل الربيع [2] يوم الاثنين [3] في التاسع من ربيع الأول [4] السنة الأولى من عام الفيل [5] الموافق للثاني والعشرين من أبريل [6] سنة 571 م والأول من جيته سنة 628 بكرمى وذلك في مكة المكرمة بعد الفجر الصادق [7] وقبل شروق الشمس. وكان - صلى الله عليه وسلم - وحيد أبويه [8] وقد توفي والده قبل ولادته.
عاش عبد المطلب جد النبي - صلى الله عليه وسلم - حياة اليتم، وهكذا سمع خبر مولد من يذكره بابنه عبد الله الذي توفي عن 24 سنة، فقدم إلى البيت وحمل المولود إلى الكعبة ودعا له ثم رجع به، وفي اليوم السابع قدم قربانا ودعا قريش كلهم، وبعد الوليمة سألوه عن اسم [1] يسعياه 16/ 1، زبور 5/ 120، يسعياه 7/ 60 ويرمياه 28/ 49 وغيرهم. [2] ولد يحيى وداود عليهما السلام في فصل الربيع أيضا. [3] يوم الاثنين له خصوصية في حياة الرسول، ففيه ولد، وفيه بعث، وفيه هاجر، وفيه توفي، وهذا يساعد في تصحيح مختلف التواريخ. [4] اختلف المؤرخون في تاريخ ولادته، فذكر الطبري وابن خلدون أنه ولد يوم الثاني عشر من ربيع الأول، وذكر أبو الفداء أنه ولد في العاشر منه. ولكنهم جميعا اتفقوا على أنه ولد يوم الاثنين، ولما كان الاثنين لا يوافق إلا التاسع من ربيع الأول، فيرجح أنه يكون مولده في التاسع، وقد رجح هذا التاريخ محمد طلعت بك عرب في كتابه " تاريخ دول العرب والإسلام ". [5] أي بعد حادث عام الفيل بخمسة وخمسين يوما. [6] هذا طبقا لقاعدة التقويم الإفرنجي، وطبقا لحساب التقويم الإنجليزي القديم يوافق سبتمبر سنة 1752. ولكن طبقا للقاعدة القديمة فإن 9 ربيع الثاني يوافق 22 أبريل بالتقويم الأفرنجي. ويجعل التقويم الإفرنجي يوم 19 أبريل هو يوم 22 أابريل سنة 571 م طبقا للحساب القديم. [7] حين ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان طلوع الصبح الصادق على مكة في ثمام الساعة الرابعة وعشرين دقيقة (بحساب الظل) وكانت الشمس يوم ذاك في برج الحمل (31 درجة: 20 دقيقة) ومضى على أول جيته (عام 628 بكرمية) 13 ساعة و 16 دقيقة. [8] جاء في يسعياه (9/ 6) أنه قد وهبنا ابنا، وهذه بشارة في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - لا في حق المسيح لأنه يظهر من إنجيل متى أن المسيح كان له أخوة وأخوات، فلم يكن وحيد مريم.