وقد قال كعب بن أشرف (وقيل عبد الله بن رواحة) يرثي حمزة:
بكت عيني وحق لها بكاء ... وما يغني البكاء ولا العويل
على أسد الإله غداة قالوا ... لحمزة ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعا ... هناك وقد أصيب به الرسول
أبا يعلى لك الأركان هدت ... وأنت الماجد البر الوصول
عليك سلام ربك في جنان ... يخالطها نعيم لا يزول
ألا يا هاشم الأخيار صبرا ... فكل فعالكم حسن جميل
رسول الله مصطبر كريم ... بأمر الله ينطق إذ يقول
ألا من مبلغ عني لويا ... فبعد اليوم وائلة تدول
وقبل اليوم ما عرفوا أذاقو ... وقائعنا بها يشفى الخليل
نسيتم ضربنا بقليب بدر ... غداة أتاكم الموت العجيل
غداة ثوى أبو جهل صريعا ... عليه الطير حائمة تجول
وعتبة وابنه خلا جميعا ... وشيبة عضه النيف الصقيل
ولد لحمزة ابنان وبنتان. أما الإبنان فهما عمارة ويعلى، ولعمارة ولد حمزة ولأخيه يعلى خمسة رجال لصلبه وماتوا كلهم.
وأما البنتان فهما أم الفضل روى عنها عبد الله بن شداد قالت: " توفي مولى لنا وترك ابنة وأختا فأتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطى الإبنة النصف وأعطى الأخت النصف [1].
وأمامة وهي التي اختصم في حق حضانتها علي وزيد وجعفر فقال زيد: هي ابنة حمزة الذي هو أخي من الرضاعة فأنا استحق حضانتها. وقال علي: أنا أخذتها لأنها بنت عمي وجاءت من مكة إلى المدينة في هودج فاطمة. وقال جعفر: هي بنت عمي وخالتها زوجتي فقضى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - لخالتها وقال:
"الخالة بمنزلة الأم". [1] الإستيعاب (4/ 1950).