(ج) ـ[ربيعة بن الحارث]ـ: يكنى أبا أروى، هو الذي قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة: إن أول دم أضعه دم ابن ربيعة بن الحارث. وذلك أن الأعداء كانوا قتلوا رضيعا لربيعة بن الحارث فأبطل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المطالبة بدمه في الإسلام، ولم يجعل لربيعة في ذلك تبعة، وجعل له دية. توفي سنة ثلاث وعشرين للهجرة.
وكان ابناه عبد المطلب والمطلب من الصحابة، أما عبد المطلب فمات في إمرة يزيد بدمشق، وأما المطلب فلم يبلغ الحلم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(د) ـ[أبو سفيان مغيرة بن الحارث]ـ: ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان أخا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الرضاعة، أرضعتهما حليمة السعدية، وكان من شعراء العرب المشهورين ومن الصحابة أيضا.
في بداية الإسلام كان ضمن معارضي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبتوفيق من الله أسلم قبل فتح مكة بأيام، وأعلن إسلامه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وكان من بين الصحابة الذين ثبتوا في غزوة حنين، ولم تفارق يده لجام بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقد ذكرنا ما قاله من شعر بعد إسلامه في البداية من هذا الكتاب:
وكثيرا ما أنشد أبو سفيان بن الحارث أشعاره في رثاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وكانت هذه الأشعار مليئة بالحرقة والألم ومما قاله:
أرقت فبات ليلي لا يزول ... وليل أخي المصيبة فيه طول
فاسعد في البكاء وذاك فيما ... أصيب المسلمون به قليل
لقد عظمت مصيبتنا وجلت ... عشية قيل قد قبض الرسول
وأضحت أرضنا مما عراها ... تكاد بنا جوانبها تميل
فقدنا الوحي والتنزيل فينا ... يروح به ويغدو جبرئيل
وذاك أحق ما سالت عليه ... نفوس الناس أو كادت تسيل
نبي كان يجلو الشك عنا ... بما أوحى عليه وما يقول
ويهدينا فلا نخشى ضلالا ... علينا والرسول لنا دليل
أفاطمه إن جزعت فذاك عذر ... وإن لم تجزعي ذاك السبيل
فقبر أبيك سيد كل قبر ... وفيه سيد الناس الرسول