responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 303
بعث الله إسماعيل نبيا إلى جزيرة العرب بما فيها الحجاز وكذا اليمن وحضرموت، وكان وجوده المبارك مصدر التضامن والاتحاد بين مختلف الشعوب والبلاد، ولتفكروا كيف أن إسماعيل الابن البكر لإبراهيم عليه السلام الذي ولد بالعراق، وسكن الشام، كما أنه الابن البكر لهاجرة التي ولدت بمصر وارتحلت مع زوجها، حيث أقامت في أرض فلسطين والشام لسنوات ثم سكنت الجزيرة العربية، ثم كانت مصاهرة بني جرهم من أشهر قبائل العرب، أما مسكن إسماعيل عليه السلام فكان في مكان أحد جوانبه مصر حيث خؤولته، وفي الجانب الآخر العراق حيث آباؤه، وفي جانب الشام حيث أخوه إسحاق، وفي الجانب الرابع اليمن حيث انتشر أبناء أخيه قطورة، وصهره عيسى بن إسحاق الذي سيطر بأولاده الكثيرين على بلاد وصلت حدودها حتى ساحل إيطاليا.
وتدبروا أيضا كيف أن لغة أم إسماعيل هي اللغة القبطية ولغة أبيه العبرية، وأصهاره يتحدثون العربية النقية الخالصة، ومنهم أجاد إسماعيل عليه السلام اللغة العربية [1]. فالفرصة التي أعطتها القدرة الربانية لإسماعيل عليه السلام للدعوة إلى الدين الحنيف ونشر رسالة التوحيد في هذه البلاد وبجميع اللغات التي سبقت الإشارة إليها، توضح أنه هو الذي اصطفى الله ابنه لهداية العالمين جميعا ولقب برحمة للعالمين في كلام الله ثم على لسان الإنسان:
«اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
ويعترف أهل الكتاب عموما بأن إسماعيل بن إبراهيم من ناحية المولد، وينكرون بعد ذلك مكانته الروحية العالية. وأعتقد أن عدم مطالعتهم العميقة للتوراة، أو رفضهم حكمها، هو الذي أدى بهم إلى ذلك، ونذكر الآن من التوراة نصوصا لإفهام أهل الكتاب والمسلمين، وهي نصوص تجعلهم يعرفون أن إسماعيل عليه السلام يشارك إسحاق عليه السلام في جميع فضائله.
أ - سمع الرب لمذلة هاجرة 16/ 11 التكوين ... • ... سارة 18/ 14 التكوين.

[1] صحيح البخاري، كتاب الأنبياء.
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست