لنشر الدعوة الإسلامية بين أهله، ويضحي بنفسه في سبيل الدعوة.
وها هو سهيل بن عمرو رئيس وفد المشركين في معاهدة الحديبية الذي رفض كتابة عبارة "رسول الله" بعد محمد اسم الرسول المبارك في الاتفاقية، ها هو بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - يقف في بيت الله يلقي خطبة رائعة في بيان مصداقية الإسلام وتأييد دين الله الحق. فتمتلئ مئات القلوب بالسكينة والإيمان.
وها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي حمل سيفه وخرج من بيته لقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ها هو نفسه يوم وفاة الرسول يشهر سيفه قائلا: من قال إن محمدا قد مات ضربت عنقه.
وها هو وحشي الذي قتل حمزة رضي الله عنه وأخرج كبده ومزق أعضاءه ومثل بجثته، يسلم بعد أيام، فلا يرفع وجهه أمامه خجلا وندامة ثم يكفر عن جريمته السابقة بقتل مسيلمة الكذاب، وأبو سفيان بن حارث بن عبد المطلب وهو ابن العم الشقيق للنبي - صلى الله عليه وسلم - يستمر في فرض الشعر في هجاء النبي، هداه الله للإسلام فشوهد يمسك بزمام الركاب النبوي وحده في ميدان المعركة في غزوة حنين.
وها هو أبو سفيان بن حرب الذي ظل يؤلب الجيوش ضد النبي - صلى الله عليه وسلم - سبع سنوات ويلهب نار الحرب ضد المسلمين في جميع البلاد، يعلن الإسلام ويرسل حاكما على منطقة نجران النصرانية.
وطفيل الدوسي رضي الله عنه الذي كان يمضي في مكة وقد سد أذنيه بندف القطن حتى لا يصل صوت محمد - صلى الله عليه وسلم - إليه، يدور في النهاية على كل بيت في وطنه لإبلاغ صوت محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وعبد ياليل الثقفي الذي كان قد أرسل العبيد والغلمان خلف رسول الله في الطائف ليرموه بالحجارة، يحضر في النهاية إلى المدينة ومنها حمل إلى قومه جواهر الإيمان واليقين.
وبريدة بن الحصيب الأسلمي الذي خرج مع سبعين فارس للقبض على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن وعدته قريش بجائزة قدرها مائة من حمر النعم، نراه بعد ساعات يحمل لواء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والخلاصة أن مثل هذه الأمثلة تحتاج إلى مجلدات ومجلدات.