ولما تمادى المنافقون في سعيهم ضد الإسلام، قال عمر الفاروق للنبي - صلى الله عليه وسلم - يجب أن نقتلهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا، فإن الناس سيقولون أن محمدا يقتل أصحابه.
البشرية والرسالة:
كان النبي - صلى الله عليه وسلم -، يسعى جاهدا للتمييز بين أحكامه وأعماله كرسول وبين أفعاله وأقواله كبشر.
1 - قال مرة إنما أنا بشر، وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صدق فأقضي له بذلك فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها [1].
وشفع النبي - صلى الله عليه وسلم - عند بريرة لزوجها مغيث الذي أعتقت منه، فقال: لو راجعته، فقالت: يا رسول الله تأمرني؟ قال: إنما أشفع: قالت: لا حاجة لي [2].
وكان أهل المدينة يلقحون النخل. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما ضرورة هذا؟ فترك أهل المدينة هذا العمل، ونتج عن هذا قلة المحصول، فذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنتم أعلم مني بأمور الدنيا، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوه.
العطف على الصغار:
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ما مر على بعض الصغار يقول لهم: السلام عليكم [3]. وكان يمسح على رؤوسهم ويحتضنهم.
الاهتمام بالعجائز:
بعد فتح مكة أتى أبو بكر الصديق رضي الله عنه بوالده، وهو عجوز ضعيف فاقد البصر، إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لماذا أتعبتم الشيخ العجوز أنا نفسي أمشي إليه.
تكريم أهل الفضل:
كان يهود بني قريظة حكموا سعد بن معاذ، وكان قد جرح جرحا عميقا في غزوة الخندق، وحين وصل إلى المسجد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه من الأوس: قوموا إلى [1] البخاري عن أم سلمة كتاب المظالم (3/ 101). [2] البخاري عن ابن عباس كتاب الطلاق (6/ 171) [3] البخاري عن أنس كتاب الاستئذان (7/ 131).