"سلام عليكم وعلى من يدخل بيعتي بالسلام إلى يوم القيامة".
بداية المرض:
في يوم الاثنين التاسع والعشرين من صفر كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عائدا من جنازة أحد المسلمين، وفي الطريق شعر بألم في رأسه ثم لحقته حمى شديدة، يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: وضعت يدي على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت والله ما أطيق أن أضع يدي عليك من شدة حماك فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر".
وما زال يصلي بالناس وهو مريض أحد عشر يوما وكانت أيام مرضه ثلاثة عشر أو أربعة عشر يوما.
وفي الأسبوع الأخير قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - أيامه في بيت عائشة الصديقة رضي الله عنها.
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا مرض دعا بهذا الدعاء ومسح جسده بيده:
"أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما".
وفي تلك الأيام كنت أدعو بهذا الدعاء وأردت أن أمسح بيدي على جسده المبارك فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يدي وقال: اللهم اغفر لي والحقني بالرفيق الأعلى".
وكان ذلك يوم الأربعاء قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمسة أيام اشتد عليه الوجع فأهرقوا عليه سبع قرب من آبار شتى [1] ولما أفاق دخل المسجد وقال:
"ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك".
وقال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد [2].
وقال: اللهم لا تجعل قبري بعدي وثنا يعبد (3) [1] في الصحيحين عن عروة، عن عائشة. [2] البخاري 5/ 140.
(3) موطأ مالك عن عطاء بن يسار.