وكان هدف النبي - صلى الله عليه وسلم - من الحج تعظيم شعائر الله، وإحياء سنن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وإبطال عادات الشرك التي كان عليها الكفار، وإعلان التوحيد الخالص، ونشر تعاليم الإسلام بصورة عامة.
ولما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بلغ الأمة في هذه الحجة بآخر بلاغ، فقد سميت "حجة الإبلاغ" ولما كانت كلماته للأمة كلمات توديع لذا سميت "حجة الوداع".
ورجع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة فرحا مبتهجا، بعد أن أعلن أمام جمع بلغ عددهم مائة وأربعا وأربعين ألفا من عباد الله الأخيار رسالة التوحيد، والعمل به وبعد أن بلغهم وودعهم.
وفي الطريق شكا بريدة الأسلمي للنبي بعض أعمال علي المرتضى حين كان عاملا على اليمن، وذلك فيما يتعلق بتقسيم الغنائم وما إلى ذلك.
خطبة الغدير:
كانت هذه الشكوى في الحقيقة قائمة على قصور في الفهم، ولهذا ألقى النبي - صلى الله عليه وسلم - خطبة بليغة فصيحة عند غدير خم، وفيها أوضح شأن ومنزلة أهل البيت رضوان الله عليهم، وأخذ بيد علي وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
وبعد هذه الخطبة قال عمر الفاروق لعلي: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، وقد بقي بريدة على حبه وموالاته لعلي رضي الله عنه طوال حياته حتى استشهد في وقعة الجمل.
السنة الحادية عشرة:
هذه هي السنة التي انتقل فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جوار ربه بعد أن أدى حق الرسالة، وقبل وفاته بسته أشهر نزلت هذه السورة:
= أشعيا فلتطالعوا بداية الإصحاح، فالدرس الخامس يذكر أسماء مديان وعيفة وشبا، وهذه القبائل كلها كانت حاضرة في ذلك الحج، كما ذكر أن شبا تحمل ذهبا ولبانا وشبا اسم لليمن أيضا لأن شبا (سبا) عمرها وسكنها والسنة التي حج فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - كان علي رضي الله عنه حاكما وداعية إلى بلاد اليمن وقدم من اليمن مباشرة للحج، وقدم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ما حصله من أموال اليمن وخيراتها، وهذا تنبؤ واضح وصريح لا يمكن لأصدقائنا النصارى أن يجدوا له أي تأويل آخر غير ما ذكرنا.