responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 20
كان زواج إسماعيل من ابنة مضاض سيد بني جرهم، وبنو جرهم من القبائل القديمة التي حكمت في العرب، وكان مضاض هو الحاكم الأوحد لمنطقته [1]، هذا بينما كان زواج إسحاق في بيت أخواله وهكذا ظلت الشقة تتسع بين أبناء النسل الواحد، ولكن رب العالمين كان يقرب بينهم من حين لآخر عن طريق الاتصال والتعاون بين الاثنين.
حين فر موسى عليه السلام خوفا من فرعون، لجأ إلى العرب وحين حرر بني إسرائيل وأخرجهم من مصر قضى بين العرب أربعين سنة كاملة، وهكذا حين خرج داود عليه السلام من وطنه خوفا من الملك صموئيل، قدم إلى العرب وأقام بينهم، وحين دمر بخت نصر بني إسرائيل قام معد بن عدنان بإسكانهم بين العرب معززين مكرمين، والأنبياء الذين ظهروا من أولاد إسحاق عليه السلام أشاروا في إلهاماتهم إلى بني إسماعيل.
وما أقصده هنا هو أن أكتب فقط شيئا عن إسماعيل عليه السلام.
كان إبراهيم عليه السلام قد أسكنه ووالدته في تلك البقعة التي توجد فيها مكة الآن، وقام الأب الصالح مع ولده الجليل ببناء مسجد (مكعب الشكل) في ذلك المقام، ودعا الله سبحانه وتعالى مالك الملك أن يرزق أهل هذا المكان المجدب رزقا، وأن يهيئ لهم من الثمرات رزقا [2]، وأن يبعث في هذا المقام رسولا عظيما يهدميهم ويرشدهم.
كان لإسماعيل اثنا عشر ولدا [3] اقتسموا أرض العرب فيما بينهم، وقد انتشروا

[1] بروفيسر سيديو: خلاصة تاريخ العرب [ص:23]
[2] يتعجب من يذهب إلى مكة لأمرين: الأول، أن أرض مكة لا زرع فيها ولا نبات ولا محاصيل والثاني أن أسواق مكة مليئة بالفاكهة الطازجة والخضروات، وهي متوافرة ورخيصة، ويفهم من هذا أن الله تبارك وتعالى استجاب دعاء إبراهيم عليه السلام، ثم يأتي الدليل على قبول الله للدعاء في شطره الثاني وهو بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد جاء في التوراة (كتاب التثنية 17، 18، 19 أن النبي الموعود يظهر من نسل إسماعيل - وثبت من كتاب التثنية 23/ 2 أن ظهوره يكون من مكة (فاران).
[3] كان ليعقوب بن إسحاق عليهما السلام اثنا عشر ولدا، ستة من بطن زوجته لياه (راوبين، شمعون، لاوي، يهوذا، يساك، زبلون) ومن بطن زوجه راخيل اثنان (يوسف، بن يامين) ومن بطن زلفه وكانت جارية لزوجه لياه اثنان (جاد، آشير) ومن بطن بلهه وكانت جارية لزوجه راحيل اثنان (دان، نفتالي) سفر التكوين 29، 30.
ومن هؤلاء الأولاد الإثنى عشر كانت قبائل بني إسرائيل الإثنى عشرة، وهي التي باركها يعقوب =
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست