والفقرة: طوبى لأناس عزهم بك" في الترجمة العربية هي في الأصل صفة للفقرة الرابعة: طوبى للساكنين في بيتك".
والنتيجة أن الموضوع الوارد ذكره في التوراة هو بالدليل القاطع عن بكة بيت الله، وزمزم، وأولاد إسماعيل - ولله الحمد.
والحقيقة أنه من نعم الله أن جعل بيته الموجود في وادي بكا قبلة لنا، دون أورشليم لأن الدين (الإسلام) الذي قال الله في حقه (ليظهره على الدين كله) يناسبه أن تكون قبلته هذا البيت، وليس ذلك البيت الذي حطمه كل فاتح كافر وخربه ثم حوله في النهاية مبرز، واسترق سكانه مرة بعد مرة، فأسرهم أو نفاهم.
وفي الآيات السابقة (4، 5) من الزبور بارك الله سكان بيت الله بوادي بكا، وظل هذا الأثر باقيا منذ آلاف السنين فالأمة التي سكنت الوادي أمة حرة والبيت الموجود في هذا الوادي لم يحدث أن وقع في قبضة أمة أخرى.
الزكاة:
من أعقد وأصعب قضايا علم الاقتصاد أو التمدن أو الاقتصاد السياسي إيجاد توازن بين أفراد الأمة من ناحية الفقر والغنى ومنذ عهد الحكيم سولون وإلى اليوم لم يتمكن أي عقل بشري من إيجاد حل لهذه المعضلة.
وفي أوربا نشأت فرقة تهدف تحقيق المساواة بين أفراد الأمة في السيطرة والتحكم في الممتلكات والاستحقاقات ثم ظهرت بعدها الجماعة الشيوعية التي كانت تهدف إلى القضاء على الملكية الفردية لوسائل المعيشة (الاقتصاد) وتحويلها إلى ملكية الشعب.
ثم ظهرت جماعة "الوطنين" وكانت تهدف إلى القضاء على السيطرة الفردية على ملكية الأراضي السكنية والزراعية وكذلك الإنتاج.
وقد ظهرت هذه الجماعات كلها لتتمكن من حل هذه المعضلة سابقة الذكر.
إن القضاء على حق التمليك أمر مستحيل إذ لم يطبق حتى الآن في أي منطقة في العالم.
ولذا أصدر القرآن الكريم قراره في ذلك منذ البداية: