وسأله، كأني رأيتك، فقال ذلك الرجل: أي والله لقد رأيتني وكلمتني. وكلمتك بأقبح الكلام ورددتك بأقبح الرد بعكاظ، وأنت تطوف على الناس - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نعم.
فقال ذلك الرجل: يا رسول الله ما كان في أصحابي أشد عليك يومئذ، ولا أبعد عن الإسلام مني، وقد ماتوا على دين آبائهم، وإني لأحمد الله الذي أبقاني حتى صدقت بك وآمنت.
فقال رسول الله: إن هذه القلوب بيد الله عز وجل - فقال ذلك الشخص: يا رسول الله استغفر لي من مراجعتي إياك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إن الإسلام يجب ما كان قبله من الكفر.
وفد غسان:
قدم ثلاثة رجال من غسان وذلك في شهر رمضان في السنة العاشرة من الهجرة، فأسلموا ورجعوا للدعوة في قومهم، إلا أنهم لم يوفقوا في نشر الإسلام، ومات منهم اثنان وبقي واحد منهم على قيد الحياة حتى عام اليرموك فالتقى بأبي عبيدة الجراح.
وفد بني الحارث:
قدم هذا الوفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - في شوال في السنة العاشرة للهجرة، وكان خالد بن الوليد قد أرسل إليهم يدعوهم إلى الإسلام، فأسلم هؤلاء، وكتب خالد بن الوليد إلى رسول الله بذلك وبقي فيهم يعلمهم الإسلام، فطلب منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعود ومعه وفد من هؤلاء القوم، وتضمن الوفد قيس بن الحصن وعبد الله بن قراد وغيرهما [1].
فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: بم كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية؟ قالوا: يا رسول الله لم نكن نغلب أحدا إذا ما اجتمعنا للقتال لا نتفرق، ولا يبدأ أحد بالظلم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - صدقتم.
وفد بني عبس:
قدم هذا الوفد على رسول الله قبل وفاته بأكثر من أربعة أشهر، وكان هذا الوفد من أهل نجران قدموا إلى النبي بعد أن أسلموا، فقالوا: يا رسول الله: سمعنا من دعاة [1] زاد المعاد المجلد الأول [ص:509].