وحين تعلم عروة رضي الله عنه الإسلام طلب من رسول الله أن يسمح له بالذهاب إلى قومه ليكون داعية للإسلام فيهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن قومك قاتلوك فقال عروة: يا رسول الله أنا أحب إليهم من أبكارهم، فقدم قومه وبدأ يدعوهم إلى الإسلام، وفي يوم كان يصلي على سطح بيته فإذا بشقي يرميه بسهم فيقتله.
ومع أن الفرصة لم تسنح لعروة للاستمرار في الدعوة إلا أن النداء الذي أوصله إلى آذان قومه لم يمض دون أن يترك أثره على قلوبهم، فلم تمض فترة بسيطة حتى انتخب القوم بعض رؤسائهم وأرسلوهم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يتعلموا الإسلام جيدا.
وصل الوفد في السنة التاسعة من الهجرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان على رأس الوفد عبد ياليل بن عمرو بن عمير وهو الذي كان قد ذهب إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في جبل الطائف في السنة العاشرة للنبوة لتفهيمه الإسلام فأبى وسلط عليه الصبية وأشرار الناس وأوباشهم يضحكون عليه ويهزأون منه، وهو الذي أشار عليهم بإلقاء الحجارة والوحل على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وكان النبي طهبهد قد قال وهو في طريق عودته من هناك: إني لا أدعو عليهم بالهلاك
= 3 - ضرورة وجود شاهدين على الطلاق، وهذا أيضا من شأنه أن يمنع أهل الغيرة من الطلاق فهم لا يحبون كشف أسرارهم لدى الآخرين.
4 - لا يجوز أن ترجع الطلقة إلى الزوج الأول إلا بعد أن ينكحها رجل آخر ثم يطلقها عن غير عمد، وهذا الشرط الصعب بل المتعذر تطبيقه يمنع الطلاق.
5 - وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - "أبغض الحلال عند الله الطلاق".
6 - في القرآن الكريم يأمر النبي زيدا ألا يطلق زوجته، (أمسك عليك زوجك واتق الله) (الأحزاب: 37)، ولم يرد في القرآن الكريم كله أمر واحد بالتطليق.
7 - ألغى القرآن الكريم الظهار وكان نوعا من الطلاق عند العرب وهذا يقلل من الطلاق.
8 - أصلح القرآن الكريم الإيلاء مع أن العرب كانوا يستعملونه بمعنى الطلاق، وهذا أيضا يقلل من الطلاق.
9 - أوجب القرآن الكريم في حالة وجود تنافر ونشوز بين الزوجين تعيين حكم من الزوج وحكم من الزوجة للإصلاح فيما بينها، وهذا يمنع الوصول إلى حالة الطلاق. فلو وضع أي دين من الأديان مثل هذه التدابير للحد من الطلاق فليخبرنا أتباعه بذلك، ولنرى النتيجة العملية لهذه الأحكام متمثلة في قلة وقوع الطلاق بين المسلمين أما أوربا التي تفخر بمسألة منع الطلاق فلن تجد فيها مدينة أو قرية أو حي إلا وفيه أمثلة على الطلاق.