responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 148
حمل إليه رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - دحية بن خليفة الكلبي [1]، فالتقى بالملك في مكان ببيت المقدس، فاحتفى به هرقل احتفاء عظيما، وسأله مستفسرا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأراد أن يعرف المزيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر بإحضار كل من قدم من مكة إلى ملكه واتفق أن أبا سفيان كان قدم من مكة إلى الشام مع بعض التجار [2] في تلك الأيام، فطلب إلى بيت المقدس ودعى إلى البلاط، وقال القيصر للتجار المرافقين له: سوف أسأل أبا سفيان فإذا ما أخطأ جوابا ذكروا لي ذلك.
وكان أبو سفيان في تلك الأيام من ألد أعداء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. يقول أبو سفيان، والله لولا الخوف من أن يكذبني أصحابي لكذبته ولكني استحييت أن يأثروا الكذب عني فصدقته.
واستمر السؤال والجواب هكذا:
القيصر: كيف نسب هذا الرجل فيكم؟ أبو سفيان: شريف وعظيم. سمع هرقل هذا الجواب فقال، حقا النبي يكون من بيت شريف حتى لا يكون في إطاعته عار على أحد. قيصر: هل ادعى أحد من العرب أو من قريش النبوة من قبل؟ قال أبو سفيان: لا. فسمع هرقل هذا الجواب فقال: لو كان الأمر كذلك لظننت أنه يقلد من سبقه. قيصر: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول بالنبوة؟ قال أبو سفيان: لا. فقال هرقل، هذا لا يمكن لأن من لا يكذب على الناس لا يكذب على الله. قيصر: هل كان من آبائه ملك؟ أبو سفيان: لا. فقال هرقل بعد أن سمع هذا، أنا أرى أنه قد يكون ادعى النبوة ليحصل على ملك أبيه. قيصر: هل أشراف القوم يتبعونه أم ضعفاؤهم؟، أبو سفيان: بل ضعفاؤهم. فقال هرقل: إن الضعفاء هم عادة أتباع الرسل. قيصر: هل يزيد أتباعه أم ينقصون؟ أبو سفيان: بل يزيدون. فقال هرقل، وكذلك الإيمان حتى يتم. قيصر: هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ أبو سفيان: لا. فقال هرقل: وهذا من أثر لذة الإيمان، فحين تقر في القلب ويثبت أثرها في الروح، فيبقى الإيمان ولا يزول. قيصر: هل نقض عهدا أو حنث بوعد؟ أبو سفيان: لا، ولكن بيننا وبينه عهد هذا العام ولنرى

[1] ينتهي نسب دحية إلى ثور بن كلب وهو فرع كبير من قضاعة وهو من كبار الصحابة وقد شهد فيما بعد الكثير من الوقائع.
[2] صحيح البخاري عن ابن عباس، كتاب الجهاد [ص:102] وكتاب الشهادات.
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست