الباب الثاني
إرسال الرسل إلى الملوك من أتباع الديانات الأخرى
في مختلف البلاد للدعوة إلى الإسلام
ومواقفهم من الدعاة
•---------------------------------•
من خصائص نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - والتي لا توجد في نبوة ورسالة بقية الأنبياء عليهم السلام، خصوصية بارزة وهي أنه - صلى الله عليه وسلم - قدم الإسلام كدين وحيد للعالم أجمع.
ولذا قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتبليغ الإسلام في أصحاب الديانات والأمم الأخرى في بداية زمان الدعوة في وقت لم يكن فيه أهل مكة قد عرفوا الإسلام بطريقة جيدة. ويعد بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وعداس النينوائي الذين دخلوا الإسلام من الثمار الأولى من الحبشة واليونان وإيران ووسط آسيا.
والآيات القرآنية توضح هذا بجلاء:
- {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا} (34: 28).
- {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كل}. (61: 9) و (48: 28)
- {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} (21: 107).
- {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا} (7: 158).
وانطلاقا من التوجيه الوارد في الآيات الكريمة أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - الرسائل التالية إلى رؤساء الأمم والأديان المختلفة، وأوضح لكل منهم أن إثم رفض الإسلام لا يقع عليهم فقط بل سيقع وزر ذلك على أمتهم أيضا لأنهم بإنكارهم للإسلام يمنعون أمتهم من الهداية، ذلك لأن سحب ضلالتهم سوف تمطر عليهم أيضا لأن هذا الأمر ليس أمرا شخصيا بل هو موجه لهم بصفتهم رؤساء أقوامهم.