إلى خمسين فقرة كل فقرة تحمل معنى كبيرا، فبعد أن حمد الله وأثنى عليه قال - صلى الله عليه وسلم -:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأوثق العرى كلمة التقوى. وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد، وأشرف الحديث ذكر الله وأحسن القصص هذا القرآن، وخير الأمور عوازمها وشر الأمور محدثاتها وأحسن الهدي هدي الأنبياء وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، خير الأعمال ما نفع، خير الهدى ما اتبع وشر العمى عمى القلب واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وشر المعذرة حين يحضره الموت، وشر الندامة يوم القيامة، ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا دبرا، ومنهم من لم يذكر الله إلا هجرا، ومن أعظم الخطايا اللسان الكذاب، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله عز وجل، وخير ما وقر في القلوب اليقين والارتياب من الكفر، والنياحة من عمل الجاهلية، والغلول من حر جهنم، والسكر كي من النار، والشعر من إبليس، والخمر جماع الإثم، وشر المأكل مأكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، وملاك العمل خواتمه، وشر الرؤيا رؤيا الكذاب، وكل ما هو آت قريب، وسباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه من معصية الله، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يتعال على الله يكذبه، ومن يغفر يغفر الله له، ومن يعف يعف الله عنه ومن يكظم الغيظ يأجره الله، ومن يصبر على الرزية يعوضه الله، ومن يبتغ السمعة يسمع الله به ومن يصبر يضعف الله له، ومن يعصى الله يعذبه الله، ثم استغفر ثلاثا [1].
= المسلمون يتولون مسئولية الحفاظ على أموالهم وأرواحهم، وكان في هذه الناحية إمارات نصرانية صغيرة مثل إمارة أكيدر في دومة الجندل، وإمارة يوحنا في أبلة، وكان أهل أذرج أيضا على النصرانية وتمتعوا بالحرية فتركوا على ما كانوا عليه، والمعاهدات التي عقدت معهم تدل دلالة واضحة على مدى ما كان بين المسلمين وبينهم من تسامح ومودة وكرم، وقد سمع النصارى اسم أورشليم والإله الجديد الذي ورد في رؤيا يوحنا (الأصحاح 3/ 12) في هذا المكان - وأكيدر حاكم دومة الجندل الذي أسره خالد بن الوليد وهو يصطاد، حضر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعقدت معه معاهدة ثم أسلم فيما بعد. [1] البيهقي (متوفي 558 هـ) في الدلائل والحاكم من حديث عقبة بن عامر نقلا من زاد المعاد مجلد 1/ 462، 3/ 541.