responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 127
فصل
قتال النصارى
•---------------------------------•
كانت علاقة النبي بالنصارى علاقة طيبة، وقد عاداه حاكم أو اثنان من هؤلاء إلا أن جمهورهم كان بمعزل عن ذلك، وهذا ما توضحه الأحداث فقد وقعت حرب واحدة مع حاكم نصراني، كما انتشر خبر مفاده الخروج (أو السفر) للقتال، ولا شيء غير هذا.

الثأر لداعية الإسلام أو غزوة مؤتة في جمادي الأولى 8 هـ:
مؤتة بلدة بالشام حيث أمر شرحبيل بن عمرو الغساني بقتل الحارث بن عمير الأزدي سفير رسول الله وكان يحمل كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ملك الروم. وقد عرض قتل الحارث أرواح سفراء رسول الله للخطر، لهذا أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - جيشا قوامه ثلاثة آلاف مقاتل، ولم يبدي حاكم غسان الندم على ما فعل بل استعد للقتال، وحدث أن قدم هرقل إلى هذه المنطقة في جيش قوامه مائة ألف، وانضم إليه من قبائل النصارى العرب التي كانت تقطن الصحراء كلخم وجذام وبلقين (بلقيس) وبهرام، حوالي مائة ألف. ولهذا طلب حاكم غسان بعض جنود الملك وجمع القبائل، والحاصل أن عدد جنود العدو وصل مائة ألف، واضطر المسلمون إلى القتال، وقد قتل في هذه المعركة زيد بن حارثة وهو من القادة المسلمين العظام وحبيب رسول الله [1] وجعفر بن أبي طالب (الطيار) شقيق علي المرتضى الأكبر عن ثلاثة وثلاثين سنة [2] بعد أن جرح أكثر من تسعين جرحا، وكذا قتل عبد الله بن رواحة الصحابي الكريم الذي تولى قيادة الجيش بعد جعفر رضي الله عنه، وحين تولى خالد بن الوليد قيادة الجيش وبعد قتال يوم ونصف اضطر إلى الخروج من المعركة فقد كانت جيوش الأعداء تفوق جيش المسلمين بأكثر من أربعين ضعفا وقد تكسرت في يد خالد بن الوليد تسعة سيوف [3] وسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفس اليوم وهو

[1] أصيب زيد بن حارثة بالرمح في صدره وسقط من فرسه وكانت الراية بيده، فأخذها جعفر الطيار رضي الله عنه، فعقر المهاجمون فرسه فصار ماشيا فضرب رجل بالسيف يمينه فأخذ الراية بيساره، وضربت يساره أيضا، ولهذا لقب بذي الجناحين (انظر ابن خلدون).
[2] صحيح البخاري عن ابن عمر باب غزوة مؤتة.
[3] البخاري في باب غزوة مؤتة.
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست