فصل
كيد اليهود، ونقضهم للعهود، هجومهم على المسلمين ودفاع المسلمين
•---------------------------------•
إن كلمة اليهود، وإن لزم أن يكون المقصود بها قبيلة واحدة انحدرت من نسل يهودا ابن يعقوب، إلا أنها تعني اصطلاحا أسباط بني إسرائيل الإثنا عشر، وقد كان بنو إسرائيل في بادئ أيامهم مقبولين ومفضلين عند الله، ولكنهم ابتعدوا في أيامهم الأخيرة عن الله ابتعادا جعلهم يستحقون غضب الله وسخطه.
وهكذا نعتهم المسيح، الذي اتصف بالرحمة، بالحيات وأولاد الحيات، كما تنبأ بأن مملكة الرب سوف تنتقل من أيديهم إلى أيدي أمة أخرى خير منهم [1].
ولما حان وقت ظهور هذه البشرى، وبدأ محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبلغ رسالته السامية استشاط اليهود غيظا وغضبا، ثم قرروا في النهاية إيذاء محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفس ما فعلوه مع المسيح من قبل.
ومع أن اليهود كانوا قد عقدوا في السنه الأولى للهجرة معاهدة سلام، إلا أن طبعهم الشرير لم يبق في الخفاء طويلا، وهكذا وبعد سنة ونصف من توقيع المعاهدة بدأت مكايدهم في الظهور.
المكيدة الأولى وإخراج بني القينقاع:
حين ذهب المسلمون مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، إلى بدر، يذكر أن امرأة مسلمة ذهبت لبيع الحليب في حي بني القينقاع، فتحرش بها بعض اليهود، وكشفوا عن جسدها أمام الناس في السوق، فصرخت المرأة، فقدم رجل من المسلمين، وثار وقتل اليهودي، فتجمع [1] إنجيل متى 21، الأصحاح 23/ 24.
"أيها الحيات أولاد الأفاعي، كيف تفلتون من عقاب جهنم؟ ... " الخ [ص:85] وما بعدها الإنجيل. الترجمة التفسيرية ط 3 - 1992 م