اسم الکتاب : صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم) المؤلف : السلمي، محمد بن صامل الجزء : 1 صفحة : 57
فهو مثابة للناس يتوبون إِليه، أي يرجعون مرة بعد مرة لما يجدون في ذلك من الخير العظيم وتكفير الذنوب والسيئات ومضاعفة الحسنات، وما فيه من الأمن والراحة والطمأنينة.
وقال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [1].ففي هذه الآية بيان لأهم وسائل الأمن وهو توحيد الله، والبعد عن الشرك ووسائله وأسبابه.
وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك فقال: "إِن أبغض الناس إِلى الله ثلاثة، ملحد في الحرم، ومبتغ في الإِسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم أمريء بغير حق ليهريق دمه" [2].
وروى الإِمام أحمد من حديث عياش بن أبي ربيعة -رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة (أي حرمة مكة) حق تعظيمها فإِذا تركوها وضيعوها هلكوا" [3].
ألا فليتق الله سكان حرم الله والوافدين إِليه وليعظموا هذا الحرم، بإِقامة شعائر الله وتعظيمها {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [4]. وليحذروا مما حَذّر الله منه في قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [5].
فهذا وعيد شديد لمن يهم بسيئة في حرم الله، فكيف بمن فعل السيئة، أو ترك الواجب عليه من الصلاة، والزكاة، والصوم، وبر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .... الخ. [1] سورة الحج، آية: 26. [2] صحيح البخاري. [3] المسند 4/ 347، وحسنه ابن حجر كما في الأربعين المكية ح (13). [4] سورة الحج، آية: 32. [5] سورة الحج، آية: 25.
اسم الکتاب : صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم) المؤلف : السلمي، محمد بن صامل الجزء : 1 صفحة : 57