اسم الکتاب : صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم) المؤلف : السلمي، محمد بن صامل الجزء : 1 صفحة : 227
رجاؤها من المخلوقين، وتيأس من حصول النُصرة والفرج على يد أحد من الخلق ... وأيضًا فإِن الله سبحانه أحب أن يظهر منزلة رسوله وأهل بيته عنده وكرامته عليهم، وأن يخرج رسوله عن هذه القضية، ويتولى هو بنفسه الدفاع والمنافحة، والرد على أعدائه، وذمهم وعيبهم بأمر لا يكون لرسول الله فيه عمل، ولا ينسب إِليه، بل يكون هو وحده المتولي لذلك ... وأيضًا فإِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان هو المقصود بالأذى الذي رميت به زوجته، فلم يكن يليق به أن يشهد ببراءتها) [1].
11 - إِجماع العلماء على كفر من قذف عائشة - رضي الله عنها - مما برأها الله سبحانه وتعالى منه؛ لأن القرآن نزل ببراءتها، فمن قذفها فقد كذب بشيء من القرآن، والعياذ بالله. [2].
غزوة الأحزاب (الخندق)
في شهر شوال من السنة الخامسة من الهجرة وقعت غزوة الأحزاب، وسببها أن قريشًا، وزعماء اليهود في خيبر، أثارت مخاوفهم النجاحات التي أحرزها المسلمون، وأدت إِلى فرض هيبتهم على القبائل العربية، وحضورهم في كل الأحداث المهمة، مما أدى إِلى تضييق الخناق على قريش سياسيًا واقتصاديًا، فجاء وفد من يهود بني النضير الذين استقروا في خيبر بعد إِجلائهم من المدينة بزعامة حيي بن أخطب، وتفاهموا مع قريش على تنسيق الجهود وتأليب القبائل لاستئصال المسلمين بجهد جماعي يضم كل القبائل الموتورة والمتوجسة من دولة الإِسلام بقيادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [3]. [1] ابن القيم، زاد المعاد 3/ 262. [2] إِبراهيم قريبي، مرويات غزوة بني المصطلق 329. [3] انظر: ابن هشام، السيرة 2/ 146، وابن سعد، الطبقات 2/ 65.
اسم الکتاب : صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم) المؤلف : السلمي، محمد بن صامل الجزء : 1 صفحة : 227