اسم الکتاب : صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم) المؤلف : السلمي، محمد بن صامل الجزء : 1 صفحة : 170
بكل طوائفه. وكان اليهود بالمدينة ثلاث قبائل؛ بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة. ولكنهم نقضوا العهد قبيلة بعد الأخرى، وحاربوه - صلى الله عليه وسلم - فمنَّ على بني قينقاع، وأجلاهم، كما أجلى بني النضير، ونزلت فيهم سورة الحشر، وقتل المقاتلة من بني قريظة، وسبى ذريتهم؛ لأنهم غدروا في ميدان المعركة، ونزلت فيهم سورة الأحزاب [1]. وهذا هو منهج الإِسلام في معاملة غير المسلمين؛ لهم الأمن والأمان ما لم يحدث منهم ما يخل بالعهد والميثاق.
وقد تضمنت الوثيقة بنودًا عدّة، منها:
1 - أنّ اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
وفي هذا إِلزام اليهود بدفع قسط من نفقات الحرب الدفاعية عن المدينة لاشتراكهم في الوطن.
2 - أن يهود بني عوف أمّة مع المؤمنين.
وفي هذا تحديد للعلاقة مع المتهوِّدين من الأوس والخزرج؛ وقد نسبتهم الوثيقة إِلى عشائرهم، وأقرّت حلفهم مع المسلمين.
3 - لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم.
وفي هذا إِقرار لهم على دينهم الذي كانوا عليه. وعدم إِكراههم على الدين الإسلامي.
4 - إِلا من ظلم وأثم، فإِنّه لا يوتغ إِلا نفسه وأهل بيته.
وفي هذا تحديد المسؤولية عن الجرائم، وحصرها على مرتكبيها.
5 - أنّه لا تُجار قريشٌ ولا من نصرها. [1] انظر: زاد المعاد (3/ 65).
اسم الکتاب : صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم) المؤلف : السلمي، محمد بن صامل الجزء : 1 صفحة : 170