responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم) المؤلف : السلمي، محمد بن صامل    الجزء : 1  صفحة : 150
هذا، تستخرجونه من بين أظهرنا، وتبايعونه على حربنا، والله، إِنّه ما من العرب أحدٌ أبغض إِلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينه منكم. قال: فانبعث مَن هنالك من مشركي قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شيء، وما علمناه، وقد صدقوا لم يعلموا ما كان منّا. قال: فبعضنا ينظر إِلى بعض، قال: وقام القوم، وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، وعليه نعلان جديدان، قال: فقلتُ كلمة كأنّي أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا، ما تستطيع يا أبا جابر، وأنت سيد من ساداتنا: أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريش؟. فسمعها الحارث فخلعهما، ثم رمى بهما إِليَّ، فقال: والله، لتنتعلنهما. قال: يقول أبو جابر: أحفظتَ والله الفتى، فارددْ عليه نعليه. قال: فقلتُ: والله لا أردهما فأل والله صالح، والله لئِن صدق الفأل لأسلبنّه [1].
ومن حديث البيعة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لهم: "تبايعوني على السمع والطاعة، في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم لومة لائم، وعلى أن تنصروني إِذا قدمتُ عليكم، وتمنعوني ممّا تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنّة"، فقاموا ليبايعوه، فأخذ بيده أسعدُ بن زرارة، وهو أصغر السبعين، فقال: (رويدًا يا أهل يثرب، إِنّا لم نضرِبْ إِليه أكباد المطيّ إِلَّا ونحنُ نعلمُ إِنه رسول الله، وإن إِخراجَه اليومَ مفارقةُ العرب كافّة، وقتلُ خياركم، وأن تعضّكم السيوفُ، فإِمّا أن تصبروا على ذلك، فخذوه، وأجركُم على الله، وإمّا أنتم تخافون من أنفسكم خيفةً فذروه، فهو أعذرُ لكم عند الله)، فقالوا: يا أسعدُ، أمطْ عنّا يدَك، فوالله لا نقيل هذه البيعة، ولا نستقيلها)، فقاموا إِليه رجلًا رجلا، فأخذ عليهم وشرط، يعطيهم بذلك الجنّة) [2].

[1] ابن هشام، السيرة النبوية 2/ 86 - 94، وأخرجه أحمد في المسند (3/ 460 - 462) من طريق محمَّد بن إِسحاق به. وقد قوّى الحديث وحسّن إسناده الأرنؤوط في تحقيقه للمسند
(25/ 95).
[2] أخرجه أحمد في المسند (3/ 323، 329) وله شاهد في الصحيحين، البخاري، كتاب الفتن ح 7056، ومسلم، كتاب الإمارة 3/ 1470.
اسم الکتاب : صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم) المؤلف : السلمي، محمد بن صامل    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست