المبحث الثالث: انتقام الله لرسوله من المستهزئين
105 - من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:
في قوله تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} قال: المستهزئون: الوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث الزهري، وأبو زمعة الأسود بن المطلب من بني أسد بن عبد العزى، والحارث بن عيطل السهمي، والعاص بن وائل، فأتاه جبريل فشكاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه، فأراه الوليد وأومأ جبريل إلى أبجله فقال: ما صنعت؟ قال: كفيته، ثم أراه الأسود فأومأ جبريل إلى عينه فقال: ما صنعت؟ قال: كفيته، ثم أراه أبا زمعة فأومأ إلى رأسه فقال: ما صنعت؟ قال: كفيته ثم أراه الحارث فأومأ إلى رأسه أو بطنه وقال: كفيته، ومر به العاص فأومأ إلى أخمصه وقال: كفيته.
فأما الوليد فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبالًا، فأصاب أبجلة فقطعها، وأما الأسود فعمي، وأما ابن عبد يغوث فخرج في رأسه تروح فمات منها، وأما الحارث فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منها، وأما العاص فدخل في رأسه شبرقة حتى امتلات فمات منها، وقال غيره: أنه ركب إلى الطائف حمارًا فربض به على شوكة، فدخلت في أخمصه فمات منها) [1].
صور من استهزاء المشركين بالنبي - عليه السلام -
106 - من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "إن العاص بن وائل أخذ عظمًا من البطحاء ففته بيده، ثم قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيحيي الله هذا بعد ما أرم؟ فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نعم، يميتك الله ثم يحييك ثم يدخلك جهنم)
= استحباب النزول بالمحصب يوم النفر والصلاة فيه: 1314. [1] الذهبي في السيرة النبوية: ص 143 وقال: حديث صحيح، السيرة النبوية ابن كثير: 2/ 85، ونسبه إلى البيهقي، وانظر الببهقي في الدلائل: 2/ 316، وفي السنن: 9/ 8، ورجاله ثقات إلا عمر بن عبد الله بن رزين وهو صدوق.
والأبجل: عرق في باطن الذراع وقيل هو عرق غليظ في الرجل فيما بين العصب والعظم.
شبرقة: نبت حجازي له شوك.