اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 577
24 - خطبة عمر وأبي بكر قبل وبعد البيعة:
906 - ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد، جلس أبو بكر على المنبر، فقام عمر، فتكلم قبل أبي بكر، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال:
"أيها الناس إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة، ما كانت مما وجدتها في كتاب الله، ولا كانت عهدًا عهده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكني قد كنت أرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيدبر أمرنا، يقول: يكون آخرنا -وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي به هدى الله رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثاني اثنين إذ هما في الغار، فقوموا فبايعوه".
فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة، بعد بيعة السقيفة.
فتكلم أبو بكر، فحمد الله، وأثنى عليه بالذي هو أهله، ثم قال: "أما بعد أيها الناس، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله، فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله" [1].
25 - قصة مبايعة علي والزبير:
907 - من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول: يا معشر المهاجرين إن رسول [1] أخرجه عبد الرزاق في المصنف: 5/ 437 - 438، وسنده صحيح، وابن إسحاق في السيرة كما في سيرة ابن هشام: 2/ 660 - 661، وسنده صحيح، وصرح ابن إسحاق بالتحديث، ومن طريقه في تاريخ الطبري: 3/ 203، وابن سعد في الطبقات: 2/ 271، مرسلًا عن الزهريّ، وابن حبان في صحيحه كما في الموارد: ص 533 - 534، وفي سنده محمَّد بن أبي السري وفيه كلام انظر الميزان: 4/ 23 - 24، فيكون الحديث صحيحًا من طريق ابن إسحاق وعبد الرزاق، وصححه ابن كثير في السيرة: 4/ 492 - 493 وهذا إسناد صحيح.
اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 577