اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 557
ثم قال: "إنه ليس من الناس أحد أمنَّ عليَّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذًا من الناس خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن خلة الإِسلام أفضل، سدوا كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر" [1].
وفي لفظ آخر ذكر فيه الأنصار وفضلهم عن ابن عباس بلفظ آخر قوله: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي مات فيه بملحفة قد عصب بعصابة دسماء حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أما بعد فإن الناس يكثرون ويقل الأنصار، حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام، فمن ولي منكم شيئًا يضر فيه قومًا وينفع آخرين، فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم" فكان آخر مجلس جلس فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -" [2].
5 - أمره أبا بكر أن يصلي بالناس ومراجعة عائشة له:
874 - من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "ثقل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أصلى الناس؟ " قلنا: لا، هم ينتظرونك، قال: (ضعوا لى ماء في المخضب). قالت: ففعلنا. فاغتسل فذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أصلى الناس؟ " قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله.
فقال: ضعوا لي ماءً في المخضب. فقعد فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: "أصلى الناس؟ " فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله -والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي عليه السلام لصلاة العشاء الآخرة- فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس، فأتاه الرسول فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرك أن تصلي بالناس، فقال أبو بكر -وكان رجلًا رقيقًا- يا عمر صلِّ بالناس، فقال عمر: أنت أحق بذلك. فصلى أبو بكر تلك الأيام.
ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وجد من نفسه خفة، فخرج بين رجلين -أحدهما العباس- لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس- فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأومأ إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن لا يتأخر فقال: "أجلساني إلى جنبه"، فأجلساه إلى جنب أبي [1] أخرجه البخاري في الصلاة باب الخوخة والممر في المسجد حديث رقم: 467، وفي فضائل الصحابة باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنت متخذًا خليلًا": 3656، 3657، وفي الفرائض باب ميراث الجد مع الأب والأخوة حديث رقم: 6738، وأحمد في المسند 1/ 270، من طرق عن عكرمة عن ابن عباس. [2] أخرجه البخاري في الجمعة باب قول الخطيب أما بعد حديث: 927، والمناقب باب علامات النبوة حديث: 3628، ومناقب الأنصار باب قول النبي: اقبلوا من محسنهم حديث: 3800.
اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 557