اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 499
768 - ومن حديث زيد بن يثيع قال: "سألت عليًّا بأي شيء بعثت في الحجة؟ قال: (بعثت بأربع: أن لا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد فهو إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا) [1].
769 - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بعثني أبو بكر الصديق في الحجة التي أمره عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان" [2].
قال ابن شهاب: "فكان حميد بن عبد الرحمن يقول: يوم النحر يوم الحج الأكبر، من أجل حديث أبي هريرة ... ".
والمعروف أن المنادي هو علي بن أبي طالب فكيف أمر أبو بكر رضي الله عنه أبا هريرة ومن معه بالتأذين بهذه الأمور، قال الطحاوي في مشكل الآثار "هذا مشكل لأن الأخبار في هذه القصة تدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بعث أبا بكر بذلك، ثم اتبعه عليًّا فأمره أن يؤذن، فكيف يبعث أبو بكر أبا هريرة ومن معه بالتأذين مع صرف الأمر عنه في ذلك إلى علي؟ ثم أجاب بما حاصله: أن أبا بكر رضي الله عنه كان الأمير على الناس في تلك الحجة بلا خلاف، وكان علي هو المأمور بالتأذين بذلك، وكان عليًّا لم يطق التأذين بذلك وحده، واحتاج إلى من يعينه على ذلك، فأرسل معه أبو بكر أبا هريرة وغيره ليساعدوه على ذلك" [3]. [1] أخرجه الحميدي في مسنده رقم: 48، وأحمد في المسند: 1/ 79، والترمذي في الحج باب ما جاء في كراهية الطواف عريانًا حديث رقم: 871 - 872، وفي التفسير باب ومن سورة التوبة حديث رقم: 3092، والدارمي في المناسك باب لا يطوف بالبيت عريان: 2/ 68، وسنده صحيح، وحسنه الترمذي، وأخرجه أبو يعلى: 452. [2] أخرجه البخاري في الصلاة باب ما يستر العورة حديث رقم: 369، الحج باب لا يطوف بالبيت عريان حديث رقم 3177، وفي التفسير في تفسير سورة براءة الأحاديث: 4655، 4656، 4657، وفي المغازي في باب حج أبي بكر حديث رقم: 4363، مسلم في الحج باب لا يحج البيت مشرك حديث رقم: 1347، أبو داود في الماسك باب يوم الحج الأكبر حديث رقم: 1946، النسائي في المناسك باب قوله عز وجل خذوا زينتكم عند كل مسجد: 5/ 234. [3] فتح الباري: 8/ 318.
اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 499