اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 479
بصحيفة فأمسكها فلن يزال الناس يجدون منه بأسًا ما دام في العيش خير).
قلت: هذه إحدى الثلاثة التي أوصاني بها صاحبي وأخذت سهمًا من جعبتي فكتبتها في جلد سيفي، ثم إنه ناول الصحيفة رجلًا عن يساره قلت: من صاحب كتابكم الذي يقرأ لكم؟ قالوا: معاوية. فهذا في كتاب صاحبي تدعوني إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين فأين النار؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (سبحان الله أين الليل إذا جاء النهار؟) قال: فأخذت سهمًا من جعبتي، فكتبته في جلد سيفي، فلما أن فرغ من قراءة كتابي قال: (إن لك حقًّا، وإنك رسول، فلو وجدت عندنا جائزة جوَّزناك بها إنا سفر [1] مرملون).
قال: فناداه رجل من طائفة الناس قال: أنا أجوزه ففتح رحله فإذا هو يأتي بحلة صفورية فوضعها في حجري قلت: من صاحب الجائزة؟ قيل لي: عثمان، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أيكم ينزل هذا الرجل؟) فقال فتى من الأنصار: أنا، فقام الأنصاري وقمت معه حتى إذا خرجت من طائفة المجلس ناداني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (تعال يا أخاتنوخ). فأقبلت أهوي إليه حتى كنت قائمًا في مجلسي الذي كنت بين يديه فحل حبوته [2] عن ظهره وقال: (ها هنا امض لما أمرت به)، فجلت في ظهره فإذا أنا بخاتم في موضع غضون الكتف [3] مثل المحجمة الضخمة أيلة" [4][5].
24 - وفود ملك أيلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قد جاء ذكر وفود ملك إيلة على رسول الله من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه الذي سبق جزء منه وسأورده هنا كله حتى يستقيم المعنى في ذلك.
748 - من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول [1] إنا سفر: أي مسافرون نفذ زادنا. [2] حل حبوته: ألقى بردة كانت على ظهر. [3] عضون الكتف: مكاسر الجلد. [4] المحجمة الضخمة: الآلة التي يجتمع بها دم الحجامة عند المص. [5] أخرجه أحمد في المسند: 3/ 441 - 442، وقال ابن كثير في السيرة: 4/ 27 - 29، هذا حديث غريب، وإسناده لا بأس به تفرد به الإِمام أحمد، وأورده الهيثمي بنصه في المجمع وقال: رواه عبد الله ابن أحمد وأبو يعلى، ورجال أبي يعلى ثقات، ورجال عبد الله بن أحمد كذلك: 8/ 234 - 236، انظر عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند: 4/ 75، أبو يعلى حديث رقم: 1597.
اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 479