responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 465
في هذه الغزوة أعلن عن وجهته التي يريد؛ لأن العدو كثير، والمسافة بعيدة، والحر شديد، فلا بد من الاستعداد والتزود.

722 - من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى [1] بغيرها، حتى كانت غزوة تبوك، فغزاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حر شديد، استقبل سفرًا بعيدًا ومفازًا [2] استقبل غزو عدد كثير، فجلا [3] للمسلمين أمرهم ليتاهبوا أهبة [4] عدوهم، أخبرهم بوجهه الذي يريد" [5].

5 - دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين للتبرع لإعداد الجيش:
حث الرسول عليه الصلاة والسلام أغنياء الصحابة على التصدق، وهو ما يسمى بلغة العصر التبرع -لتجهيز الجيش الإِسلامي الضخم الذي احتشد للخروج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وإكمال تموينه؛ لأن بيت مال المسلمين بالمدينة ليس فيه ما يكفي لتموين وتجهيز هذا الجيش الكبير.
وما كاد الأغنياء وميسوري الحال من الصحابة يتبلغون نداء الرسول - صلى الله عليه وسلم - الحاث على التصدق والتبرع لإكمال تجهيز الجيش المغازي هذا حتى تسابقوا إلى ميدان التبرع والتصدق طمعًا فيما عند الله تعالى من ثواب، وكان التبرع من هؤلاء الكرام على أعلى مستويات السخاء فتم للرسول - صلى الله عليه وسلم - جمع أموال عظيمة من المتصدقين في وقت قليل جدًّا، تمكن بهذه الأموال من تموين الجيش وإكمال تجهيزه حيث وفر للجيش وسائل النقل، والأسلحة، والأكل لأفراده الذين لا يقدرون على أن يوفروها لأنفسهم من مالهم الخاص.
وكان من أعظم هؤلاء جميعًا سخاء عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد ضرب الرقم القياسي في البذل والسخاء حين جاء بالمال الكثير لتجهيز المقاتلين

[1] ورى: أوهم بغيرها.
[2] المفاز: الفلاة التي لا ماء فيها.
[3] جلا: أوضح لهم أمرهم.
[4] الأهبة: أخذ ما يحتاجون إليه في سفرهم.
[5] أخرجه البخاري في الجهاد، باب من أراد غزوة فورى بغيرها رقم: 2948، مسلم في التوبة، باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبية: 2769، وسيأتي مزيد في تخريجه عند ذكر قصة توبة كعب بن مالك وصاحبيه، فانظره هناك.
اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست