responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 440
يقولون: يا معشر الأنصار! يا معشر الأنصار! ثم قصرت الدعوة علي بني الحارث بن الخزرج، فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج!، يا بني الحارث بن الخزرج فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو على بغلته، كالمتطاول عليها، إلى قتالهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هذا حين سمي الوطيس) [1].
قال: ثم أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصيات، فرمي بهن وجوه الكفار. ثم قال: (انهزموا، ورب محمد!) قال: فذهبت أنظر، فإذا القتال على هيئته فيما أرى. قال: فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته. فما زلت أرى حدّهم كليلًا [2] وأمرهم مدبرًا" [3].
قال النووي رحمه الله "قال العلماء: في هذا الحديث دليل على أن فرارهم لم يكن بعيدًا، وأنه لم يحصل الفرار من جميعهم، وإنما فتحه عليهم من في قلبه مرض من مسلمة أهل مكة المؤلفة ومشركيها الذين لم يكونوا أسلموا، وإنما كانت هزيمتهم فجأة لانصبابهم عليهم دفعة واحدة، ورشقهم بالسهام، ولاختلاط أهل مكة معهم ممن لم يستقر الإيمان في قلبه، وممن يتربص بالمسلمين الدوائر، وفيهم نساء وصبيان خرجوا للغنيمة، فتقدم أخفاؤهم، فلما رشقوهم بالنبل ولوا، فانقلبت أولاهم على أخراهم إلى أن أنزل الله سكينته على المؤمنين، كما ذكر الله تعالى في القرآن" [4].

693 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: "التقى يوم حنين أهل مكة وأهل المدينة، واشتد القتال فولوا مدبرين، فندب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأنصار فقال: (يا معشر المسلمين أنا رسول الله) فقالوا: إليك والله جئنا، فنكسوا رؤوسهم، ثم قاتلوا حتى فتح الله عليهم" [5].
وقد جاء في أحاديث المفاجأة والهزيمة، وثبات النبي - صلى الله عليه وسلم - فوائد كثيرة ذكرها

[1] هذا حين حمي الوطيس: الضرب في الحرب.
[2] حدهم كليلًا: ما زلت أرى قوتهم ضعيفة.
[3] أخرجه مسلم في الجهاد باب في غزوة حنين حديث رقم: 1775، وأحمد في المسند: 7/ 201، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم: 9741، وابن هشام في السيرة: 2/ 444، والحاكم في المستدرك: 3/ 327، 328، والنسائي في الكبرى كما أشار إلى ذلك في تحفة الأشراف حديث رقم: 5134.
[4] شرح صحيح مسلم النووي: 12/ 115.
[5] أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 48، وقال: حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 440
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست