المبحث الخامس: كفالة جده وحبه له
28 - من حديث كندير بن سعيد عن أبيه قال: حججت في الجاهلية فهذا رجل يطوف بالبيت وهو يرتجل يقول:
رب رد راكبي محمدًا ... رده لي واصطنع عندي يدًا
قلت: من هذا يعني؟ قال: عبد المطلب بن هاشم ذهبت إبل له، فأرسل ابن ابنه في طلبتها، فاحتبس عليه، ولم يرسله في حاجة قط إلا جاء بها، قال: فما برحت حتى جاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجاء بالإبل فقال: يا بني، لقد حزنت عليك كالمرأة حزنًا لا يفارقني أبدًا" [1].
المبحث السادس: رعيه الغنم وعصمة الله له من الزلل
29 - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم، فقال أصحابه: وأنت يا رسول الله؟ فقال: نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة) [2].
30 - ومن حديث جابر رضي الله عنه: قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نجتني الكباث، فقال: (عليكم بالأسود منه، فإنه أطيبه قال: قلنا: وكنت ترعى الغنم يا رسول الله؟ قال: (نعم، وهل من نبيّ إلا قد رعاها) [3].
31 - من حديث علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ما هممت بقبيح مما كان أهل الجاهلية يهمُّون به، إلا مرتين من الدهر، كلتيهما يعصمني الله منهما، قلت ليلة لفتى كان معي من قريش بأعلى مكة في [1] أخرجه الطبراني في الكبير: 5524، والبيهقي في دلائل النبوة: 2/ 20 - 21 وابن سعد في الطبقات: 1/ 111، والحاكم في المستدرك: 2/ 603، 604، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 2/ 3 / 173، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في "المجمع: 8/ 224: رواه أبو يعلى، والطبراني، وإسناده حسن.
وعزاه السيوطي في الخصائص: 1/ 81 إلى البخاري في تاريخه، وابن عدي وأبو نعيم، وابن مندة. [2] رواه البخاري في كتاب الإجارة، باب: رعى الغنم على قراريط، فتح البارى: 4/ 441، رقم 2262، وابن ماجه في سنته، كتاب التجارات، باب الصناعات، رقم: 2149، وابن سعد: 1/ 145. [3] أخرجه البخاري في الأطعمة، باب الكباث، حديث: 5453، ومسلم في الأشربة، باب فضيلة الأسود من الكبات، حديث: 2050.