اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 408
قال العباس: فقلت: ويلك أسلم، واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله قبل أن يضرب عنقك، فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، قال العباس: فقلت: يا رسول الله! إن أبا سفيان يحب الفخر، فاجعل له شيئًا، فقال: نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن).
فلما انصرف إلى مكة ليخبرهم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (احبسه بمضيق من الوادي عند حطم الخيل [1]، حتى تمر به جنود الله).
فحبسه العباس حيث أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمرت القبائل على ركابها، فكلما مرت قبيلة، قال: من هذه؟ فأقول: بنو سليم، فيقول: ما لي ولبني سليم، ثم تمر أخرى فيقول: ما هؤلاء؟ فأقول: مزينة، فيقول: ما لي ولمزينة، فلم يزل يقول ذلك حتى مرت كتيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخضراء [2]، فيها المهاجرون والأنصار، لا يرى منهم إلا الحدق [3]، قال: من هؤلاء؟ فقلت: هذا رسول الله في المهاجرين والأنصار، فقال: ما لأحد بهؤلاء قبل [4]، والله لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم لعظيم، فقلت: ويحك يا أبا سفيان، إنها النبوة، قال: فنعم إذا، فقلت: النجاء إلى قومك.
فخرج حتى أتاهم بمكة، فجعل يصيح بأعلى صوته: يا معشر قريش، هذا محمَّد، قد أتاكم بما لا قبل لكم به، فقامت امرأته هند بنت عتبة، وأخذت بشاربه فقالت: اقتلوه الحميث [5] الدسم [6] فبئس طليعة قوم، فقال أبو سفيان: لا يغرنكم هذه من أنفسكم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. فقالوا: ويحك ما تغني عنا دارك. قال: ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد" [7]. [1] حطم الخيل: أي، ازدحامها وفي رواية خطم الجبل: أي أنفه. [2] الكتيبة الخضراء: ما غلب عليها لبس الحديد، شبه سواده بالخضره، والعرب تطلق الخضرة على السواد. [3] الحدق: العيون. [4] قبل: طاقة ومقدرة. [5] الحميت: الزق. [6] الدسم الحمش: الأسود الدني. [7] انظر تخريجه في الحديث السابق فإنه جزء منه.
اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 408