اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 344
قال: فأتيت عليًّا، فجئت به أقوده وهو أرمد، حتى أتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبصق في عينيه فبرأ، وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة [1] ... كليث غابات كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندرة [2].
قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه" [3].
قال الحاكم في المستدرك: "الأخبار متواترة بأسانيد كثيرة أن قاتل مرحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ووافقه الذهبي على ما قال" [4].
قلت: هذا هو الراجح، لا أن الذي قتله محمَّد بن مسلمة الأنصاري جاء من حديث جابر في عبد الله رضي الله عنه، وأخرجه أحمد والحاكم وابن إسحاق كما جاء في السيرة وإسناده صحيح [5].
قال الإمام النووي في تهذيب الأسماء واللغات ما نصه: "اختلفوا في قاتل مرحب، فقيل علي بن أبي طالب، وقال ابن عبد البر في كتابه الدرر في مختصر السير، قال محمَّد بن إسحاق: أن محمَّد بن مسلمة هو الذي قتل مرحبًا اليهودي بخيبر، قال وخالفه غيره، فقال: بل قتله علي بن أبي طالب، قال ابن عبد البر: هذا هو الصحيح عندنا، ثم روى ذلك بإسناده عن بريدة وسلمة بن الأكوع.
وقال الشافعي في المختصر نفل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر محمَّد بن مسلمة سلب [1] حيدرة: اسم للأسد. [2] السندرة: مكيال واسع. [3] أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب غزوة ذي قرد حديث رقم: 1807، وقد تقدم في مواطن متعددة انظر رقم: 540. [4] 3/ 437. [5] أخرجه أحمد: 3/ 385، والحاكم: 3/ 436، وابن هشام: 2/ 333 - 334، وإسناده صحيح وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 150، رواه أحمد، وأبو يعلى، ورجال أحمد ثقات.
اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 344