اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 323
الشرك فيفتنوني في ديني، قال: فزاد الناس شرًّا إلى ما بهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا أبا جندل اصبر واحتسب، فإن الله عَزَّ وَجَلَّ جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحًا، فأعطيناهم على ذلك، وأعطونا عليه عهدًا، وإنا لن نغدر بهم).
قال: فوثب إليه عمر بن الخطاب مع أبي جندل، فجعل يمشي إلى جنبه، وهو يقول: اصبر أبا جندل، فإنما هم المشركون، وإنما دم أحدهم دم كلب، قال: ويدني قائم السيف منه، قال: يقول: رجوت أن يأخذ السيف، فيضرب به أباه قال: فضن الرجل بأبيه ونفذت القضية) [1].
27 - مشورة أم سلمة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحلق والنحر:
525 - من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم الذي في الصحيح جاء ما يلي: " ... قال: فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: (قوموا، فانحروا، ثم احلقوا)، قال: فوالله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد، دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا يكلم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحدًا منهم حتى فعل ذلك: نحو بدنه ودعا حالقه، فلما رأوا ذلك قاموا، فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًّا" [2].
28 - الشجرة التي بويع النبي تحتها وشأنها:
526 - من حديث طارق بن عبد الرحمن قال: "انطلقت حاجًّا فمررت بقوم يصلون، قلت: ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة حيث بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيعة الرضوان، فأتيت سعيد بن المسيب، فأخبرته: فقال سعيد: حدثني أبي "أنه كان فيمن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت الشجرة، قال: فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها، فقال سعيد: إن أصحاب محمَّد - صلى الله عليه وسلم - لم يعلموها، وعلمتموها أنتم؟ فأنتم أعلم" [3]. [1] انظر الحديث رقم: 496. [2] انظر تخريجه حديث رقم: 488. [3] أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة الحديبية حديث رقم: 4163، مسلم في الإمارة باب استحباب بايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال حديث رقم: 1859/ 77.
اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 323