اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 315
أصلها، فأتاني أربعة من أهل مكة من المشركين، فجعلوا يقعون في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأبغضتهم، فتحولت إلى شجرة أخرى، وعلقوا سلاحهم واضطجعوا. فبينما هم كذلك، إذ نادى مناد من أسفل الوادي: يا للمهاجرين، قتل ابن زنيم قال: فاخترطت سيفي [1] ثم شددت [2] على هؤلاء الأربعة، وهم رقود، فأخذت سلاحهم فجعلته ضغثًا [3] في يدي. قال: ثم قلت: والذي كرم وجه محمَّد! لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه [4] قال: ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال: وجاء عمي عامر برجل من العبلات [5] يقال له مكرز يقوده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، على فرس مجفف [6] في سبعين من المشركين، فنظر إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (دعوهم. يكن لهم بدء الفجور وثناه [7]) فعفا عنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنزل الله: (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم) [8][9].
510 - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن ثمانين رجلًا من أهل مكة هبطوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جبل التنعيم متسلحين، يريدون غرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فأخذهم سلمًا، فاستحياهم، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم} [10]. [1] اخترطت سيفي: سللته. [2] شددت: حملت وكررت. [3] ضغثًا: الضغث: الحزمة. [4] الذي فيه عينيه: رأسه. [5] العبلات: قال الجوهري في الصحاح: العبلات من قريش وهم أمية الصغرى، والنسبة إليهم عبلى: ترك إلى الواحد. [6] مجفف: عليه نجفاف: وهو ثوب كالجل يلبسه الفرس ليقيه السلاح. [7] يكن لهم بدء الفجور وثناه: البدء هو الابتداء، وأما ثناه فمعناه عودة تائبة. [8] سورة الفتح: 24 الآية كلها. [9] سبق تخريجه في الحديث رقم: 493. [10] أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب قوله تعالى: {وهو الذي كف أيديهم عنكم} الآية رقم: 1808، أبو داود في الجهاد باب في المن على الأسير بغير فداء: 2688، الترمذي في التفسير باب ومن سورة الفتح رقم: 3264، وقال حسن صحيح، وأحمد في المسند: 3/ 122، 125، وابن جرير في التفسير: 26/ 94، البيهقي في الدلائل: 4/ 141.
اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 315