اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 206
رأيتمونا تخطفنا الطير، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا ظهرنا على العدو وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم) [1].
8 - من يأخذ هذا السيف بحقه:
323 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ سيفًا يوم أحد، فقال: (من يأخذ مني هذا السيف بحقه؟) فبسطوا أيديهم كل إنسان فيهم يقول: أنا أنا، فقال: (من يأخذه بحقه؟) فأحجم القوم فقال له سماك أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، قال فأخذه ففلق به هام المشركين" [2].
324 - وقد جاء من حديث الزبير رضي الله عنه قال: عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفًا يوم أحد فقال: (من يأخذ هذا السيف بحقه؟) فقمت فقلت: أنا يا رسول الله، فأعرض عني، ثم قال: (من يأخذ هذا السيف بحقه؟) فقمت فقلت: أنا يا رسول الله فأعرض عني ثم قال: من يأخذ هذا السيف بحقه، فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال: أنا آخذه يا رسول الله بحقه؟ قال: (ألا تقتل به مسلمًا ولا تغربه عن كافر)، قال: فدفعه إليه وكان إذا أراد القتال أعلمَ بعصابة، قال: "لأنظرن إليه اليوم كيف يصنع، قال: فجعل لا يرتفع له شيء إلا هتكه وأفراه، حتى انتهى إلى نسوة في سفح جبل معهن دفوف لهن، فيهن امرأة وهي تقول:
نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق
إن تقبلوا نعانق ... ونبسط النمارق
إن تدبروا نفارق ... فراق غير وامق
قال: فأهوى بالسيف إلى امرأة ليضربها، ثم كف عنها، فلما انكشف القتال قلت له: كل عملك قد رأيت ما خلا رفعك السيف على المرأة، ثم لم تضربها، قال: أي والله أكرمت سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقتل به امرأة" [3]. [1] أخرجه البخاري في المغازي غزوة أحد رقم: 4043، أحمد: 4/ 293 - 294، وأبو داود في الجهاد في الكمناء رقم: 2662، والبيهقي في الدلائل: 2293 - 230 وقد جاء نحوه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند أحمد: 1/ 287 - 288، والحاكم: 2/ 296، 297، وصححه ووافقه الذهبي. [2] أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل أبي دجانة حديث رقم: 2470، أحمد في المسند: 3/ 123 والحاكم في المستدرك: 3/ 230، وابن سعد في الطبقات: 3/ 556، والبيهقي في الدلائل: 3/ 232 - 233. [3] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة: 3/ 233، والبزار انظر كشف الأستار رقم: 1787، وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 109 رواه البزار، ورجاله ثقات.
اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 206