قال له: لا تظن بأخيك ظنّاً سيئاً، وكنَّا في يوم من الأيام نذاكر مادةً علينا فيها اختبار في الصف الثالث ثانوي، وقبل الاختبار نتبادل المعلومات يُذَكِّرني وأُذَكِّره، وكان يقول لي: يا محمد توكل على الله، ولا تحمل همَّ الاختبار.
وكما كان أيضاً طموحاً للأعلى، فقد كان رحمه الله يحب الخط العربي والشعر، فقد كان رحمه الله يسلينا أحياناً في الفصل ببعض أشعاره اللطيفة، وكان يحب الاطلاع في الكتب، فقد كان أيضاً مُثَقَّفاً حريصاً على سماع أخبار المسلمين في الراديو، فكنت أسأله عن بعض ما جرى فيجيبني، وأخيراً كما قال الشاعر:
إذا لم نلتقِ في الأرض يوماً ... وفرَّق بيننا كأس المنونِ
فموعدنا غداً في دارِ خُلدٍ ... بها يحيى الحنون مع الحنونِ
وقد قلت هذه الكلمات في عبد الرحمن - رحمه الله - الآتي نصها:
فقدتك والذكرى مُؤرّقة ... من صميم فؤادي
فقدتك ومدامعي تلوح ... سيلاً على أجفاني
فقدتك والخيال أذكرني ... جوهراً كالياقوت والمرجانِ
االله من رجعة نلتقي ... بها في الجناني
محبة في الله صادقة ... معلناً بها في صفحاتي
اللهم ارحمه رحمةً واسعة، وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ونحن ووالديه ووالدينا وجميع المسلمين.