اسم الکتاب : ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية المؤلف : العوشن، محمد بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 80
قصة نسيج العنكبوت والحمامتين في الغار
روى الإِمام أحمد - رضي الله عنه - في مسنده قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا مَعْمَر قال: وأخبرني عثمان الجزري أن مِقْسمًا مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس في قوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} [الأنفال: من الآية 30] قال: "تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق، يريدون النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال بعضهم: بل اقتلوه. وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله عز وجل نبيه على ذلك. فبات عليٌّ على فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة .. فلما رأوا عليًا ردّ الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل خلط عليهم، فصعدوا في الجبل، فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسيج العنكبوت، فقالوا: لو دخل ههنا لم يكن نسيج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال" [1].
قال ابن كثير -رحمه الله-: "وهذا إسناد حسن وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار ([2]) ". لكنه -رحمه الله- قال في (الفصول): "ويقال - والله أعلم- إن العنكبوت سدّت على باب الغار، وان حمامتين عششتا على بابه ... ([3]) ". فلم يحسنّها هنا، بل يفهم من كلامه خلاف ذلك.
وحسّنها الحافظ ابن حجر في (الفتح [4]) على أنه قال عن عثمان الجزري: "فيه ضعف ([5]) ". وفي (التهذيب) أن أبا حاتم قال عنه: يُكتب حديثه ولايحتج به. وقال العقيلي: لا يتابع في حديثه [6]. [1] المسند (5/ 87). [2] البداية والنهاية (3/ 181). [3] الفصول في سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -. ص 52. [4] 7/ 236. [5] التقريب (2/ 13). [6] التهذيب (7/ 145).
اسم الکتاب : ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية المؤلف : العوشن، محمد بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 80