اسم الکتاب : ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية المؤلف : العوشن، محمد بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 134
قينقاع فقال: يامعشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشًا، قالوا: يا محمد لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفرًا من قريش كانوا أغمارًا لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنّا نحن الناس وأنك لم تلق مثلنا. فأنزل الله تعالى: " قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ" قرأ مُصَرِّف (شيخ أبي داود) إلى قوله: "فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" ببدر "وَأُخْرَى كَافِرَةٌ" [4]. وعزاها الحافظ ابن حجر إلى ابن إسحاق وقال: "إسنادها حسن ([5]) " مع أن في الإسناد محمَّد بن أبي محمَّد مولى زيد بن ثابت، قال عنه الحافظ في (التقريب): "مجهول، تفرّد عنه ابن إسحاق ([6]) " ولذا قال الشيخ الألباني: "ضعيف الإسناد [7].أما قول المنذري: "في إسناده محمَّد بن إسحاق بن يسار ([8]) ". فليس وجيهًا؛ لأن ابن إسحاق هنا قد صرح بالتحديث، لكن العلة في شيخه المجهول.
فقصة المرأة المسلمة مع الصائغ اليهودي التي كانت سببًا في الإجلاء لم تثبت بسند صحيح رغم شهرتها وكيد اليهود ومكرهم وخبثهم في القديم والحديث لا يحتاج إلى دليل. أما السبب في إجلاء يهود بني قينقاع فلا يوجد - فيما أعلم - رواية صحيحة تبين سبب ذلك، والله أعلم.
وقد تمكّن اليهود وإخوانهم النصارى من جعل بعض نساء المسلمين -هداهن الله- تُخرج من بدنها ما يرغبون، دون أن يكرهوهن على ذلك. وإذا فسدت المرأة فلا تَسَلْ عن هَلَكَة الجيل. حفظ الله نساءنا ورجالنا، صغارنا وكبارنا، من كيد الكائدين. آمين. [4] باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة (عون المعبود، 8/ 230) دار الفكر، بيروت. [5] فتح الباري (7/ 332). [6] تقريب التهذيب (2/ 205). [7] ضعيف سنن داود، المكتب الإِسلامي، الطبعة الأولى، 1412، ص 298. [8] عون المعبود (8،231).
اسم الکتاب : ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية المؤلف : العوشن، محمد بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 134