responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) المؤلف : عبادى اللحجى، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 70
كيمياء السّعادة بأيادي الإحسان، حتّى اضمحلّت حدّة ذلك الوحش وانقلبت حديدته جوهرة إنسان، فتبدّل بغضه بالحبّ، وبعده بالقرب، وحربه بالسّلم، وجهله بالعلم ...
دعوى خالية عن الدليل. وصيغته أقوى دليل على أنّه غير عربي، إذ فاعل- بفتح العين- ليس من أوزان العرب، ولا من استعمالاتها. انتهى «شرح القاموس» .
(كيمياء السّعادة) المراد بذلك تهذيب النفس باجتناب الرذائل وتزكيتها عنها، واكتساب الفضائل وتحليتها بها. والكيمياء لغة مولّدة من اليونان؛ أصل معناها الحذق والحيلة؛ قاله الخفاجي.
(بأيادي الإحسان) جمع يد؛ وهي الجارحة. ثم أطلقت على النعمة مجازا.
ويحتمل أن يكون المعنى بأياد هي الإحسان، فالإضافة بيانيّة.
(حتّى اضمحلّت) : ذهبت (حدّة) - بكسر الحاء وتشديد الدّال المهملتين-:
هي ما يعتري الإنسان من الخفّة والطيش والغضب، تقول: حددت على الرجل أحدّ بالكسر- حدّة أيضا؛ عن الكسائي. (ذلك الوحش) أصل الوحش: حيوان البرّ الّذي لا يستأنس. فشبه به الإنسان الذي لم يتهذّب بالأخلاق الحسنة بجامع النّفرة من كلّ، (وانقلبت) أي: تبدّلت (حديدته) : القطعة من الحديد المعروف (جوهرة إنسان) كامل بالإضافة. والمراد أنّ هذا الأعرابي الجلف الذي كان سيّء الأخلاق نافرا كالوحش يشبه الحديد في القسوة؛ لمّا أشرقت عليه شمس النبوة، ورأى تلك الطلعة البهيّة، وأبصر الأخلاق المحمدية، وسمع الحكم المصطفيّة [1] ؛ تهذّبت نفسه، وحسنت أخلاقه، وتغيّرت طباعه؛ (فتبدّل بغضه) للنبي صلّى الله عليه وسلم؛ وللإسلام (بالحبّ) لهما، (و) تبدّل (بعده) عنهما (بالقرب) منهما، (و) تبدّل (حربه بالسّلم) - بكسر السين: الصلح- (و) تبدّل (جهله بالعلم) .

[1] تقتضي قواعد اللغة: المصطفوية.
اسم الکتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) المؤلف : عبادى اللحجى، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست