اسم الکتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) المؤلف : عبادى اللحجى، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 536
وكان صلّى الله عليه وسلّم يصلّي على الحصير.
وكان صلّى الله عليه وسلّم يصلّي على بساط.
والتّكأة بوزن اللّمزة: ما يتّكأ عليه من وسادة وغيرها ممّا هيء وأعدّ لذلك، فخرج الإنسان فلا يسمى تكأة؛ وإن اتّكىء عليه.
(و) في «كنوز الحقائق» : (كان) رسول الله (صلّى الله عليه وسلم يصلّي على الحصير) من غير سجّادة تبسط له فرارا عن تزيين الظاهر للخلق، وتحسين مواقع نظرهم، فإنّ ذلك هو الرياء المحظور، وهو؛ وإن كان مأمونا منه لكنّ قصده التشريع.
والمراد بالحصير: ما نسج من ورق النخل، هكذا كانت عادتهم.
ثمّ هذا الحديث رمز له المناوي في «كنوزه» برمز عبد الرزاق! ورواه الإمام أحمد، وأبو داود، والحاكم؛ عن المغيرة بن شعبة بلفظ: كان يصلي على الحصير، والفروة المدبوغة.
قال المناوي: وعورض هذا الحديث بما رواه أبو يعلى، وابن أبي شيبة، وغيرهما من رواية شريح أنّه سأل عائشة رضي الله تعالى عنها: أكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلم يصلي على الحصير؛ والله سبحانه وتعالى يقول (وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً) (8) [الإسراء] ؟! قالت: لم يكن يصلّي عليه. ورجاله كما قال الحافظ الزين العراقي: ثقات.
وأجيب تارة بأنّ المنفيّ في خبرها المداومة، وتارة أخرى أجيب بأنّها إنّما نفت علمها، ومن علم صلاته على الحصير مقدّم على النافي، وبأنّ حديثها؛ وإن كان رجاله ثقات؛ لكن فيه شذوذ ونكارة. فإنّ القول «بأنّ المراد في الآية الحصير التي تفرش» مرجوح مهجور، والجمهور على أنّه من الحصر، أي: ممنوعون عن الخروج منها؛ أفاده الحافظ العراقي قال: وفيه ندب الصلاة على الحصير، ونحوه مما يقي بدن المصلي عن الأرض، وقد حكاه الترمذيّ عن أكثر أهل العلم؛ ذكره المناوي.
(و) أخرج ابن ماجه، والحاكم، وابن أبي شيبة بسند حسن؛ عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما قال:
(كان) رسول الله (صلّى الله عليه وسلم يصلّي على بساط) أي: حصير كما في «شرح
اسم الکتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) المؤلف : عبادى اللحجى، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 536