responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) المؤلف : عبادى اللحجى، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 284
فقال: صدقة عليك وعلى أصحابك. فقال: «ارفعها؛ فإنّا لا نأكل الصّدقة» . قال: فرفعها. فجاء الغد بمثله فوضعه بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال: «ما هذا يا سلمان؟» .
فقال: هديّة لك.
(فقال: صدقة عليك وعلى أصحابك) عبّر هنا ب «على» ؛ وباللام فيما يأتي!! لأنّ المقصود من الصدقة معنى الترحّم، ومن الهدية معنى الإكرام، وشرّك هنا بينه صلّى الله عليه وسلم وبين أصحابه، واقتصر فيما يأتي عليه صلّى الله عليه وسلم!! إشارة إلى أن الأصحاب يشاركونه في المقصود من الصدقة، وأنّه مختصّ بالمقصود من الهدية.
(فقال: «ارفعها) - أي: المائدة، أو الصدقة من بين يديّ، أو: عني.
لرواية أحمد، والطبراني وغيرهما من طرق عديدة؛ أنّه صلّى الله عليه وسلم قال لأصحابه:
«كلوا» . وأمسك يده فلم يأكل. قال العراقي: فيه تحريم صدقة التطوّع على النبي صلّى الله عليه وسلم وهو الصحيح المشهور- (فإنّا لا نأكل الصّدقة» ) . الظاهر اللائق بالمقام أنّه أراد نفسه فقط، وأتى بالنون الدالّة على التعظيم اللائق بمقامه الشريف!! تحدثا بالنعمة. أي: أن الصدقة لا تليق بجنابه صلّى الله عليه وسلم لما فيها من معنى التراحم.
(قال) ؛ أي: بريدة بن الحصيب الراوي للحديث: (فرفعها) - أي- سلمان من عنده صلّى الله عليه وسلم إلى أصحابه؛ لا مطلقا- كما تقدّم- أو فرفعها بعد فراغهم من أكلها.
(فجاء) - أي- سلمان (الغد) - بنصب «الغد» - (بمثله) ؛ أي: فجاء سلمان في الغد بمثل ما جاء به أولا. أو المراد «من الغد» وقت آخر؛ وإن لم يكن هو اليوم الذي بعد اليوم الأول.
(فوضعه بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال «ما هذا يا سلمان؟» ) أي: أهو صدقة أم هدية!؟ كما تقدّم، وخاطبه باسمه ثانيا تلطّفا على مقتضى رسمه.
(فقال: هديّة لك) . تقدّم حكمة تعبيره هنا باللام وحكمة الاقتصار عليه صلّى الله عليه وسلم.

اسم الکتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) المؤلف : عبادى اللحجى، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست