responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) المؤلف : عبادى اللحجى، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 115
نلنا بها حظّا في دين ودنيا، أو رفع بها عنّا مكروه فيهما، أو في أحد منهما.. إلّا ومحمّد صلّى الله عليه وسلّم سببها القائد إلى خيرها، والهادي إلى رشدها.
(نلنا بها) ؛ أي: بسببها (حظّا) : نصيبا (في دين) ، كالعلم والعمل والمعرفة، (ودنيا) ، كالجاه والقبول، (أو رفع بها) : بسببها (عنّا مكروه) :
شيء نكرهه (فيهما) ، أي: في الدين والدنيا؛ (أو في أحد منهما) في الدين أو الدنيا (إلّا و) حبيبنا (محمّد صلّى الله عليه وسلم سببها) ؛ أي: سبب في حصولها، وواسطة في وصولها، وهو (القائد) : اسم فاعل، من: «قاده يقوده» ؛ أي: جذبه من أمامه بسبب حسّي؛ أو معنوي ليتبعه (إلى خيرها، والهادي) : الدّالّ (إلى رشدها) . فله صلّى الله عليه وسلم علينا من الأيادي العظيمة، والمنن الجسيمة؛ دين ودنيا وآخرة ما لا يحصى بحيث أنّا نسبح فيها؛ ونتقلب ظهرا لبطن. ولا منعم من الخلق مثله، لأنه الواسطة لنا في كلّ خير، وجميع النعم التي وصلت إلينا من الله تعالى السابقة واللاحقة من نعمة الإيجاد والإمداد في الدنيا والآخرة، فنعمه علينا تابعة لنعم الله تعالى، ونعم الله تعالى لا يحصيها عدد (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها) [34/ إبراهيم] ، فهو صلّى الله عليه وسلم الواسطة بين الله وبين خلقه في كلّ نعمة؛ يفيضها الباري أوّلا عليه، ومنه تتفرّع إلى المخلوق.
قال سيدي عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس: كلّ من حصلت له الرحمة في الوجود، أو خرج له قسم من رزق الدنيا والآخرة، والظاهر والباطن، والعلوم والمعارف والطاعات؛ إنما خرج له ذلك على يد رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وبواسطته صلّى الله عليه وسلم، وهو الذي يقسم الجنّة بين أهلها، ولذلك عدّوا من خصائصه صلّى الله عليه وسلم أنّه أعطي مفاتيح خزائن أجناس العالم، فيخرج لهم بقدر ما يطلبون بحسب القسمة الإلهية، فكلّ ما ظهر في هذا العالم؛ فإنما يعطيه سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلم الذي بيده المفاتيح، فلا يخرج شيء من الخزائن الإلهية إلّا على يديه صلّى الله عليه وسلم، وهو معنى اسم «الخليفة» ، فلا طاقة لأحد بالنّفي والشهود بدون واسطته صلّى الله عليه وسلم، فهو المرآة الكبرى والمجلى الأعظم،

اسم الکتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) المؤلف : عبادى اللحجى، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست